يتنطع بالمدنية والحداثة .. فيما هو معتز بصفته الموغلة في الطبقية، ينادي بالمواطنة المتساوية ليمتشق «جنبيته» على وقع اوركسترا المهمشين «ويقرع الطبول» فوق رؤوس أشباه الساسة وأنصاف المثقفين. يتزعم المعركة الغلط في الوقت الغلط ويريد أن نصدق وأن نتعاطف ونتمترس خلف مشروع ظاهره مصلحة الوطن وباطنه نرجسية «أنا» ومن بعدي الطوفان يلتهم الوطن والمواطن. يتطلع إلى جمهورية ما بعد 5 نوفمبر 1967م و «عوايد» الملك والإمامة ولا غرابة في ذلك ف «الأغلال والمراود» تكتظ بها قلعة «الحصبة» ويتربع على مخلفات بيت حميد الدين في «حبور والبطنة». حميد «يا جنّاااه» يحتل منصة المدنية ليتغنى بحقوق الإنسان ويطوقها ب «عسيبه»، يحن لدولة القبيلة و «المشيخ» كحنين «الفضلي» لعودة السلطنة في جنوب الوطن. ملياردير من خير الثورة والجمهورية وهو بعيد كل البعد عن مشاريع أصحاب «الأكف البيضاء» الذين شقوا طريق التجارة ك «شيالين للفحم» في الموانئ. العصيمات وسفيان تغتسل بالدم صباحاً مساءً فهل يجيبنا حميد الأحمر عن من غذى القتال بينهم ب «70» ألف طلقة بعد استهداف منزل الأسرة في «السواد». ماذا لو كان والدك - رحمه الله - حياً، هل كنت تجرؤ على دعوة من وصفه «برأس الأفعى ومهندس الانفصال» للوقوف إلى جانبك في خندق واحد. تفوح روائح الحقد والأنانية والطموح الجامح من ثنايا حديثه لقناة الجزيرة، يتشدق بالديمقراطية، ويريدها «شوروية» على غرار حماس في غزة. يقدم نفسه كحداثي ويعتد ب «حاشد» ليؤكد مناطقيته حتى النخاع، هو ليس بحاجة إلى تهديد أحد، بل بمقدوره سفك دمه والتحكيم ب «المحدعش». منحك الوطن مالم يكن في مخيلتك.. فماذا وهبته؟