كانوا يلوحون بالرايات البيضاء لكن ذلك لم يمنع الرصاص من التوجه إليهم وإبادتهم. إنهم احد عشر فلسطينياً قتلوا برصاص إسرائيلي في الحرب الأخيرة على غزة والتي سقط فيها ما لا يقل عن 1166 فلسطينياً. منظمة هيومان رايتس ووتش الحقوقية الدولية اتهمت مؤخراً جنوداً إسرائيليين بقتل هؤلاء المدنيين الفلسطينيين في غزة أثناء العملية العسكرية الأخيرة رغم تلويحهم برايات بيضاء. المنظمة وفي تقرير صدر الخميس الفائت اقترحت رفع القضية الى محكمة جرائم الحرب الدولية اذا لم تحقق إسرائيل في الحادث كما يجب. عملية القتل المتعمد هذه وقعت في وقت لم تكن تجري فيه عمليات قتالية في المنطقة التي كانت إسرائيل تسيطر عليها تماماً، حسب التحقيقات التي أجرتها المنظمة الدولية التي أكدت أنه لم يكن هناك مقاتلون بين المدنيين. سعاد عبد ربه - شاهدة عيان فلسطينية - كانت هناك قالت للمنظمة إنها وأفراد عائلتها وقفوا أمام دبابة إسرائيلية وهم يحملون الرايات البيضاء لمدة تسع دقائق قبل أن يبدأ الجنود بإطلاق النار عليهم فجأة ودون سابق إنذار. المنظمة التي استندت إلى تحقيقات وأدلة ميدانية وتقارير طبية للضحايا ومقابلات مطولة مع شهود عيان أشارت في تقريرها أيضاً الى حادث وقع شرقي جباليا حيث أطلق الجنود الإسرائيليون النار على امرأتين وثلاثة أطفال، كان ثلاثة منهم يلوحون برايات بيضاء، فقتلوا طفلتين بعمر سنتين وسبع سنوات وجرحوا الثالثة بشكل أدى إلى إصابتها بشلل وسطي. هيومان رايتس ووتش التي اتهمت حماس الأسبوع الماضي بارتكاب جرائم حرب من خلال إطلاقها صواريخ على بلدات إسرائيلية، وكذلك بسبب اطلاق مقاتليها النار من مناطق مأهولة، وإن كانت المنظمة أكدت أنها لم تعلم بأكثر من 3-4 حالات كهذه قام عليها دليل، وأن هناك دلائل على عدد أكبر من الحالات التي استخدم فيها جنود إسرائيليون مدنيين فلسطينيين كدروع بشرية من تلك التي قام بها مسلحون فلسطينيون. منظمة إسرائيلية تدعى "كسر الصمت" كانت قبل ذلك نشرت شهادات لجنود إسرائيليين عن قيامهم بإجبار مدنيين فلسطينيين على دخول بنايات يستخدمها مقاتلون فلسطينيون كملاجئ لهم. وفيما الجيش الإسرائيلي اعتبر ان جنوده لم يخرقوا أي قانون وإن كانت أخطاء قد وقعت فعلاً "مثل قصف منزل يحتمي به 21 مدنياً عن طريق الخطأ". قالت المنظمة: إن الجنود الإسرائيليين اطلقوا النار على مدنيين كانوا يسيرون في الشارع ملوحين برايات بيضاء ومحاولين الخروج من مناطق يدور فيها قتال في خمسة حوادث مؤكدة بحسب التقرير.