تحدد القوانين الأخلاقية نسبة المواد التحريرية إلى نسبة المواد الإعلانية من قبيل الحرص على المستهلك لقراءة الصحف وحتى لا يجد نفسه أمام صحيفة أو مجلة جلها إعلان يصيب جيب صاحب الصحيفة بالتضخم، بينما لايحصد القارئ غير حرقة اكتشاف وقوعه في مطب ورقي.. ويؤكد فقهاء الإخراج الفني الصحفي أهمية الصورة الفوتوغرافية - على حقها - بجانب فنون التحقيق والاستطلاع والخبر الصحفي.. خاصة عندما تكون الصورة غير معلبة ويتزامن التقاطها مع الحدث.. ومع أننا في سنين غير بعيدة كنا نقرأ الصحف بمفتتح الكاريكاتير على الصفحة الأخيرة لنبتسم على تجليات ريشة محمد الشيباني وعارف البدوي وعدنان جمّن وآخرين، إلا أن الملاحظ أن معظم الصحف بل أغلبيتها الساحقة لم تعد تلتفت كثيراً أو حتى قليلاً لأن يكون للكاريكاتير حضوره فيما تنشر.. وهذه الأيام أتابع تحديداً تجليات ريشة الزميل الفنان رشاد السامعي الذي يتحفنا يومياً برباعية كاريكاتيرية تكشف أستار أوجاعنا الاجتماعية بقسوة تجرح لكن بهدف العلاج وتؤلم ولكن.. دون رؤية قطرة دم. وأسأل هل وراء غياب الكاريكاتير عن معظم الصحف فقر في عدد الكاريكاتوريين الموهوبين أم فقر في البحث عنهم وتقدير عطائهم الفني الإبداعي مادياً. سيكون عملاً مهنياً راقياً لو سجل فن الكاريكاتير حضوره في كل الصحف تجسيداً للقسوة العلاجية الناعمة..!!.