«الله لا إله إلا هو الحي القيوم» «قل هو الله أحد» يكفي أن نجد في الآيتين وحدانية الخالق عز وجل.. وعليه فكل مسلم يفترض ان يكون مؤمناً بوحدانية الله.. وأنه لاشريك له.. وقد جعل الله سبحانه للمسلمين كتاباً واحداً هو «القرآن الكريم» الذي أنزله على رسول «واحد» هو محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم. ومن شروط إيمان المسلم ان يؤمن بالله ، وماجاء به القرآن، وبمحمد رسول الله، وإذا صدق المسلم في إيمانه، أخلص في اتباع كتاب الله، وسنة رسوله واتبعهما في سلوكه وحياته مااستطاع إلى ذلك سبيلا دون إهمال وتقصير عنوة وعمداً ومعصية. وإذا كان الإله واحداً، والكتاب واحداً، والرسول واحداً.. فلماذا لاتكون الأمة واحدة، في كيانها، وإرادتها، عملاً بدينها واستجابة لربها الذي يقول «وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون»، كما يقول سبحانه وتعالى «إنما المؤمنون إخوة».. وعليه فإن ديننا «الإسلام» دين التوحيد، والوحدة، والأخوة.. وأول ماسعى إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد وصوله إلى المدينة، هو المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، بعد ان أنهى الخصومة والعداوة بين أبناء المدينة «الأوس والخزرج» أي بدأ يوحد ويؤاخي بين المسلمين، ويزيل الفوارق والامتيازات بينهم، وهو القائل عليه أفضل الصلاة والسلام «الناس سواسية كاسنان المشط، لافرق بين عربي على أعجمي، ولا أسود على أبيض إلا بالتقوى» وفي الحديث إدراك من رسول الله صلوات الله عليه وسلامه ان وحدة المسلمين مرهونة بإقامة العدل والمساواة بينهم، وإزالة الفوارق والامتيازات بحسب اللون أو الحسب أوالنسب.. لان بقاء الفوارق بين المسلمين تؤدي إلى الضغائن والأحقاد والتنافر والانقسام وتهديد الوحدة. والوحدة من منظور إسلامي لا طائفية ولا عنصرية.. بل وحدة تمتلىء فكراً وسلوكاً بالمفاهيم والممارسات الإنسانية التي تستوعب وتقبل الآخرين من مسيحيين ويهود ماداموا على العهد باقين، وفي إطار الدولة الإسلامية موالين، وبالولاء لها يدينون، وذلك ماتضمنته وثيقة العهد التي كتبها رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة وكانت عبارة عن دستور للدولة العربية الاسلامية التي بدأت تولد وتتخلق في المدينة. وعليه.. فمن يسعَ إلى تفريق الأمة، وتمزيق وحدتها كائناً من كان فقد مرق من الدين، ومحاربته واجبه.. ولاحجة ولامبرر ولاعذر له.. وماتقوم به الدولة ضد من يدعو، ويعمل لتمزيق اليمن إنما هو واجبها الديني.