يمثل شهر أكتوبر/ تشرين الاول الماضي الشهر الأكثر دموية بالنسبة للقوات الامريكية منذ بدء الحرب في أفغانستان عام 2001 التي ورثها أوباما عن سلفه جورج بوش. في قاعدة دوفر الجوية في ديلاوير، تقع أكبر مشرحة عسكرية في الولاياتالمتحدة، وإلى هناك وعلى متن المروحية الرئاسية وصل الرئيس الاميركي باراك اوباما لاستقبال عدد من التوابيت القادمة من افغانستان. وسط حزن استقباله جثث 18 من الجنود والضباط من إدارة مكافحة المخدرات قتلوا مؤخراً في افغانستان عمد الرئيس الاميركي الى تكريم قتلى الجيش الامريكي في افغانستان. قبل ذلك بدقائق كانت هبطت طائرة تابعة للقوات الجوية الأمريكية حاملة جثث ثمانية من جنود الجيش قتلوا في انفجار قنبلة وثلاثة من ضباط ادارة مكافحة المخدرات قتلوا في تحطم طائرة هليوكبتر وفقاً لما أعلنه الجيش الامريكي. أوباما وبحسب مسؤولين عسكريين كان اجتمع مع أسر القتلى من الضباط والجنود في كنيسة صغيرة بالقاعدة الجوية قبيل الاستقبال. كان اوباما قبل ذلك عقد سلسلة من الاجتماعات مع المسؤولين المعنيين بالحرب في الحكومة لمراجعة الاستراتيجية الجديدة في أفغانستان التي وضعها في مارس/ آذار الماضي وللنظر في طلب من الجنرال ستانلي ماك كريستال، كبير القادة العسكريين في أفغانستان، بإرسال 40 ألف جندي اضافي لمحاربة حركة طالبان التي استأنفت عملياتها بتصعيد أعلى. خصوم اوباما في الحزب الجمهوري يتهمونه بأنه متردد وغير قادر على حسم القرار المتعلق بالتعزيزات الاضافية، الا ان البيت الابيض يرد بالقول إن قراراً بمثل هذا الحجم يتطلب تفكيراً متأنياً. هشاشة الوضع الامني في افغانستان بما في ذلك العاصمة كابول برزت بقوة خلال الاسبوع الاخير من اكتوبر الفائت بعد اقتحام متشددين من طالبان دار ضيافة في العاصمة حيث قتلوا خمسة من العاملين الاجانب بالامم المتحدة. يمثل الجنود الامريكيون نحو ثلثي القوات التي يقودها حلف شمال الاطلسي التي يبلغ قوامها مئة ألف جندي. ولقي أكثر من 900 جندي أمريكي حتفهم في أفغانستان منذ الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة في 2001 .