ما زلت متفاعلاً ومتفائلاً رغم الحالة البائسة التي وصلت إليها أحزاب اللقاء المشترك وحالة اللاوعي التي تظهر لدى بعض عناصرها الذين جعلوا من الحزبية غاية وركبوا موجة البحث عن الشهرة وتعمدوا الإثارة. البعض منهم مدرك أن فعله مضر بالوطن ومصالحه العليا والبعض الآخر غير مدرك لذلك البتة، ولم يقده إلى فعل ذلك سوى جنون العظمة وخداع أصحاب المصالح المنتفعين من ذلك السلوك، ورغم ذلك كله إلا أنني ما زلت أراهن على العقلاء والنبلاء من القيادات المناضلة ذات السجل النظيف داخل أحزاب اللقاء المشترك التي تميزت بالحس الوطني والحرص الشديد على المصالح العليا للبلاد وغلّبت المصالح العامة على المصالح النفعية الخاصة في فترات نضالاتها الوطنية السابقة، مازلت أراهن على نقائها وحسها الوطني وعقلانيتها وأن تظهر في اللحظة المناسبة لتقول كلمة الوطن وتوقف العبث الذي مارسه الطائشون من اللقاء المشترك وأعتقد أن الوقت قد حان لظهور هذه العقول الوطنية المستنيرة. إن الوطن اليمني في أمس الحاجة إلى العقول المستنيرة التي طلّقت المصالح النفعية وتسامت على الجراح وترفّعت عن الصغائر وقادها فكرها المستنير وحكمتها الوهاجة إلى طريق الوطن وتغليب مصالحه العليا على كل الأهواء والنزوات، وهؤلاء النبلاء هم من سيكون لهم الأثر البالغ في نفوس العامة، لأن تاريخهم الشريف والنزيه معروف لدى العامة، ولذلك لا يجوز تجاهل مثل هذه القيادات، والزمن كفيل بفضح ممارسات الغوغاء أصحاب الطموح غير المشروع الذين لم يعرفوا قيمة التراب الوطني، ولأنهم كذلك بات لديهم استعداد للتنازل عن الهوية الوطنية بثمن بخس، ويقومون بأذية الوطن والنيل من وحدته مقابل ذلك الثمن الرخيص الذي أسقطهم في مستنقع الارتهان والذل وجعلهم أدوات شيطانية بأيدي أعداء الوطن ينفذون أعمال القتل والتخريب في حق المواطن والوطن. ولئن كانت عناصر القتل والتخريب قد باعت نفسها للشيطان فإن على العقلاء والنبلاء أن يظهروا بصوت العقل والحكمة ولا يجوز التفرج والتشفي، لأن الاستمرار على هذه المواقف سيدخل نقطة سوداء في السجلات الوطنية النظيفة، ولم يعد هناك متسع من الوقت للانتظار لأن القتلة والمخربين والمساندين لهم قد تمادوا في غيِّهم وعبثهم وبات التصدي لهم فرض عين.. فهل يدرك العقلاء كل ذلك؟ نأمل ذلك بإذن الله.