سنواصل حديث مقال الأسبوع الماضي في القطاع الصحي حيث بقي الكثير حول هذا الموضوع بحاجة إلى أن نسلّط الضوء عليه، فالمجال الصحي يحظى بأهمية فائقة كونه إحدى البنى الأساسية في المجتمع و مسؤولاً مسؤولية مباشرة عن تأمين أفراد يتمتعون باكتمال صحي (بدني وعقلي) ليحيوا حياةً منتجة اجتماعياً واقتصادياً. وعند رصد النواقص وجوانب التقصير لا يعني أننا نبحث عن المساوئ بغرض التشهير والإساءة، إنما الهدف لفت النظر إليها ليسهل تداركها واحتواءها، ونكون يداً واحدة حتى تصل مستوى الخدمات والرعاية الصحية في بلادنا إلى مكانة لائقة تساعد المجتمع على إيجاد نظام صحي فعّال وقائم على أسس علمية صحيحة يؤدي دوره كما هو مطلوب منه. مركز الكلى والكلية الصناعية في مستشفى الجمهورية م/ عدن، يستقبل هذا المركز في اليوم الواحد ما يقارب خمسين مريضاً بحاجة إلى غسيل كلوي، إضافة إلى بعض الحالات الطارئة، ويعتبر هذا المركز من أكثر الأقسام حيوية في المستشفى ويقدم خدمات إنسانية للمرضى تستحق الإشادة والتقدير، وحالياً المركز يعاني نواقص كثيرة على رأسها المحاليل المتعلقة بغسيل الكلى، فهو يستلم كل سنة 8 آلاف جلسة بينما الاحتياج الفعلي للمركز 16 ألف جلسة، هذا النقص يجعل المريض معرضاً للوفاة بسبب عدم توفر المحاليل، ما يضطر المركز بعد نفاد الكمية إلى الاستدانة من مستشفيات ومراكز صحية وتسديدها فيما بعد من المخصصات التي تصل إليه وينتج عن تلك المديونية عجز مستمر، ناهيك عن معاناة المركز من قلة عدد أجهزة الغسيل مقارنةً بعدد المرضى المتزايد، واضطرار المريض إلى شراء الحقن والفلتر من تكاليفه الخاصة وقيمتهما تتراوح من 6_7 آلاف ريال، علماً أن المريض يحتاج في الأسبوع الواحد إلى جلستَي غسيل كلوي. أما مركز نقل الدم وأبحاثه م/عدن الذي افتتح بقرار جمهوري في 14 يونيو 2007م ويوفر الدم للمرضى بشكل آمن بمكوناته الأربع : كريات الدم الحمراء، والبلازما الطازجة المجمدة، والصفائح الدموية، والمرسب البارد، يستقبل هذا المركز من 30_40 متبرعاً يومياً، ومن ميزات المركز أنه يمتلك أجهزة حديثة ويقدم خدماته الصحية بالمجان ويرحم المرضى من جشع المستشفيات الخاصة، لكن المركز اضطر في وقت سابق إلى إغلاق أبوابه في وجه المرضى لمدة ستة أشهر، وجدد نشاطه في أكتوبر 2009م بالرغم من بقاء مشاكل الإيقاف السابقة كما هي بدون حلول، فالمركز منذ افتتاحه وحتى الآن يشتغل دون أن يحصل على الميزانية التشغيلية المقررة له، إضافة إلى معاناته الدائمة من عدم توفر المحاليل الخاصة بفحوصات الدم والصفائح، ويشتغل حالياً بفعل حصوله على بعض التبرعات المتواضعة من فاعلي الخير. وصيدلية الصحة المركزية التي توفر الأدوية مجاناً لمرضى السرطان والأمراض المزمنة، هي الأخرى تعاني حالة نقص شديد في أدوية مرض السكري؛ حيث يبلغ عدد المرضى السكري المسجلين لديها 5 آلاف مريض في حين أن الصيدلية تستلم 500_1000 حبة أنسولين وهذه الكمية المحددة لا تكاد تفي بحاجة المرضى. كل ما ورد أعلاه أعتبره بلاغاً عاماً لوزارة الصحة العامة والإسكان لتغطية النواقص الموجودة وإيجاد المخارج والضمانات المناسبة لإنهائها وعدم تكرارها.