وزير الخارجية السابق أبوبكر القربي يحذر من عودة اليمن إلى مربع الصفر    رسميا .. ريال مدريد بطلا لليغا الاسبانية    تكريم مشروع مسام في مقر الأمم المتحدة بجنيف    17 مليون شخص يواجهون حالة انعدام الأمن الغذائي باليمن.. النقد الدولي يحذر من آثار الهجمات البحرية    الرسائل السياسية والعسكرية التي وجهها الزُبيدي في ذكرى إعلان عدن التاريخي    الدوري الايطالي: مونزا يفرض التعادل على لاتسيو    تدشين أسبوع المرور العربي في عدد من المحافظات    يا أبناء عدن: احمدوا الله على انقطاع الكهرباء فهي ضارة وملعونة و"بنت" كلب    الديوان الملكي السعودي يعلن موعد ومكان الصلاة على الأمير الشاعر "بدر بن عبدالمحسن"    الرئيس الزبيدي: نلتزم بالتفاوض لحل قضية الجنوب ولا نغفل خيارات أخرى    آرسنال يفوز على بورنموث.. ويتمسك بصدارة البريميرليج    الحوثيون يستعدون لحرب طويلة الأمد ببنية عسكرية تحت الأرض    الثلاثاء القادم في مصر مؤسسة تكوين تستضيف الروائيين (المقري ونصر الله)    #سقطرى ليست طبيعة خلابة وطيور نادرة.. بل 200 ألف كيلومتر حقول نفط    مكتب الأوقاف بمأرب يكرم 51 حافظاً وحافظة للقران من المجازين بالسند    من يسمع ليس كمن يرى مميز    معاداة للإنسانية !    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 34 ألفا و654 منذ 7 أكتوبر    نقابة الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين تصدر بيانا مهما في اليوم العالمي لحرية الصحافة (3 مايو)    الحرب القادمة في اليمن    في ظل موجة جديدة تضرب المحافظة.. وفاة وإصابة أكثر من 27 شخصا بالكوليرا في إب    من هي المصرية "نعمت شفيق" التي أشعلت انتفاضة الغضب في 67 بجامعة أمريكية؟    أول مسؤول جنوبي يضحي بمنصبه مقابل مصلحة مواطنيه    بدء دورة للمدربين في لعبة كرة السلة بوادي وصحراء حضرموت    أبطال المغرب يعلنون التحدي: ألقاب بطولة المقاتلين المحترفين لنا    الرئيس العليمي يوجه بالتدخل العاجل للتخفيف من آثار المتغير المناخي في المهرة    خبير اقتصادي بارز يطالب الحكومة الشرعية " بإعادة النظر في هذا القرار !    منظمة: الصحافة باليمن تمر بمرحلة حرجة والصحفيون يعملون في ظروف بالغة الخطورة    تعز مدينة الدهشة والبرود والفرح الحزين    وفاة فتاة وأمها وإصابة فتيات أخرى في حادث مروري بشع في صنعاء    مارب تغرق في ظلام دامس.. ومصدر يكشف السبب    الحوثيون يعتقلون فنان شعبي وأعضاء فرقته في عمران بتهمة تجريم الغناء    المخا الشرعية تُكرم عمّال النظافة بشرف و وإب الحوثية تُهينهم بفعل صادم!    اسقاط اسماء الطلاب الأوائل باختبار القبول في كلية الطب بجامعة صنعاء لصالح ابناء السلالة (أسماء)    تن هاغ يعترف بمحاولةا التعاقد مع هاري كاين    معركة مع النيران: إخماد حريق ضخم في قاعة افراح بمدينة عدن    أفضل 15 صيغة للصلاة على النبي لزيادة الرزق وقضاء الحاجة.. اغتنمها الآن    الهلال السعودي يهزم التعاون ويقترب من ملامسة لقب الدوري    اخر تطورات الانقلاب المزعوم الذي كاد يحدث في صنعاء (صدمة)    تتقدمهم قيادات الحزب.. حشود غفيرة تشيع جثمان أمين إصلاح وادي حضرموت باشغيوان    بالفيديو.. داعية مصري : الحجامة تخريف وليست سنة نبوية    الوزير البكري يعزي الاعلامي الكبير رائد عابد في وفاة والده    صحيح العقيدة اهم من سن القوانين.. قيادة السيارة ومبايض المرأة    أيهما أفضل: يوم الجمعة الصلاة على النبي أم قيام الليل؟    طقم ليفربول الجديد لموسم 2024-2025.. محمد صلاح باق مع النادي    لماذا يُدمّر الحوثيون المقابر الأثرية في إب؟    بعد إثارة الجدل.. بالفيديو: داعية يرد على عالم الآثار زاهي حواس بشأن عدم وجود دليل لوجود الأنبياء في مصر    ناشط من عدن ينتقد تضليل الهيئة العليا للأدوية بشأن حاويات الأدوية    الارياني: مليشيا الحوثي استغلت أحداث غزه لصرف الأنظار عن نهبها للإيرادات والمرتبات    أثر جانبي خطير لأدوية حرقة المعدة    الصين تجدد دعمها للشرعية ومساندة الجهود الأممية والإقليمية لإنهاء الحرب في اليمن    ضلت تقاوم وتصرخ طوال أسابيع ولا مجيب .. كهرباء عدن تحتضر    الخميني والتصوف    جماعة الحوثي تعيد فتح المتحفين الوطني والموروث الشعبي بصنعاء بعد أن افرغوه من محتواه وكل ما يتعلق بثورة 26 سبتمبر    انتقالي لحج يستعيد مقر اتحاد أدباء وكتاب الجنوب بعد إن كان مقتحما منذ حرب 2015    المخا ستفوج لاول مرة بينما صنعاء تعتبر الثالثة لمطاري جدة والمدينة المنورة    النخب اليمنية و"أشرف"... (قصة حقيقية)    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مشاريع ربط القارات جسر جيبوتي اليمن لربط أفريقيا بآسيا (2-2)
نشر في الجمهورية يوم 22 - 01 - 2010


مشروع القرن الواحد والعشرين (2_2)
المشاريع العملاقة تحتاج أفكاراً كبيرة، والأفكار الكبيرة تحتاج الرجال الجريئين بنظرات اختراقية، وحاليا يجري التفكير في بناء جسر عملاق بطول 29 كم، بين جيبوتي واليمن، يقوم على تسعة أعمدة هائلة مغروسة بعمق 300 متر في قاع البحر، وتشهق في السماء بارتفاع 400 متر، ويمتد هذا المشروع حتى عام 2025م، حيث سيربط القارتين آسيا بأفريقيا، وستبنى مدن عصرية على الجانبين، تتسع في اليمن لوحدها إلى 4.5 مليون نسمة. وسيكون كلفة هذا الجسر وتوابعه من البنى التحتية والمصانع والمرافئ والمطارات ومئات الآلاف من المنازل وتأمين وظائف العمل ل 60ألفا كوجبة أولى، ولاحقا ل 850 ألفا من عامل ومهندس وتاجر ومقاول، ما يحيل المنطقة إلى جنات تحيى ذكرى جنة عدن، وبكلفة مبدئية تبدأ ب 25 مليار دولار لتصعد إلى 175 مليار دولار، وسيفتح الطريق للمساهمين من كل العالم، وأحد المخططين لهذا المشروع الماموت هو المهندس طارق بن لادن، الذي يشارك ب 10 مليارات دولار، في محاولة دخول التاريخ بطريقة سلمية، بعد أن جر أخوه العالم إلى حرب مدمرة أهلكت الحرث والنسل.....
وإنه لذكر ولقومك وسوف تعلمون
إن هذا المشروع وأضخم منها يفكر فيها الإنسان من عجائب الدنيا السبع الجديدة في ( نافذة على المستقبل الخلاَّب )
ظن كثير من الناس أن التحنيط عند الفراعنة سر لن يصل إليه العلم ، وفي زمن ابن خلدون في القرن الرابع عشر للميلاد استولت على الناس فكرة أن الاهرامات شيدها العمالقة ، فلا يستطيع البشر تشييد صرح من هذا الحجم ، وفي عام 1878 م عكف ( جيوفاني شياباريللي GIOVANI SCHIAPARELLI ) من ميلانو في إيطاليا ، على رسم قنوات زعم أنها موجودة على ظهر المريخ ، قامت بصناعتها مخلوقات ذكية ، تضخ الماء من القطب المتجمد ، الى الصحاري الاستوائية العطشى على ظهر الكوكب وتعارف الناس على أن أعظم العجائب التي شادها الانسان في العهد القديم هي سبعة ، مثل تمثال زيوس ( الكولوس ) في جزر اليونان التي كانت تمر السفن من تحته ، وبرج بيزا المائل الذي يصلحه المهندسون الألمان اليوم ، ومنارة الاسكندرية التي انتشلت حجارتها من فترة قريبة من البحر ، و حدائق بابل المعلقة ، وإهرامات مصر ، وسور الصين العظيم .
والذي ثبت أن سر التحنيط لم يعد سراً ، والعلم يستطيع أن يحنط اليوم الجثث الى أجل غير مسمى ، في رحلة تقترب من الأبدية ، وفي نوع من التقنية يتحسر عليها كهنة هليوبوليس ، وأن الاهرامات بأحجارها المليونية ، دشنها المصريون بالعقول الهندسية المبدعة ، والسواعد الجبارة في وقت لم يكن الحديد معروفاً بعد ، فكان الحجر يقد من الصخر بحجر أشد قسوة منه ، وتبين أن المريخ كوكب ميت وجثة باردة في الصقيع منذ أربع مليارات سنة ، وأن أقنية المريخ التي استمر الفلكي الأمريكي ( بيرسيفال لويل PERCIVAL LOWELL ) في متابعة رسمها ليست أكثر من خدعة بصرية .وطلب مشركو قريش سبع عجائب دليلاً على النبوة ، على شكل خوارق صبيانية ، من حيازة بئر ارتوازي وحديقة عنب وتمر ، أو امتلاك فيلا مزخرفة ، والصعود في السماء .
وكان جواب القرآن لهم في اتجاه مختلف تماماً حين زحزح موضع النقاش كلية ، فهو مع قناعته من شهادة التاريخ ، أن المعجزات بما فيها دابة تنشق عنها الأرض ، لم تنفع في تبديل عقول أشد قسوة من جلمود الصخر ، فكان الرهان على سنة الله في خلقه ، فهي المعجزة المتفجرة لكل عقل في أي زمان أو مكان .
المستقبل أكبر من الخيال
وأما عجائب العالم القديم السبعة فلا تعادل لو جمعت كلها مشروع واحد مما يزمع اليابانيون بناؤه اليوم ، فكل اهرامات الفراعنة بما فيها اهرامات ( خوفو وخفرع ومنقرع ) لاتزيد عن حجر واحد في مشروع بناء ( اكس سيد 4000 X - SEED ) الماموت ، الذي سيرتفع كناطحة فوق سحاب ، بارتفاع أربعة كيلومترات فوق سطح البحر الياباني ، ينهض فوق وسادات خرافية من الحديد الغاطس في الماء ، يهتز بنعومة مع غضب الزلازل في أرض التيفون والأعاصير ، لبناء يعيش فيه 700000 ( سبعمائة ألف ) انسان ، من حجم مدينة متوسطة عصرية .
مايحمله المستقبل أكبر من الخيال ، وأبعد من التصور ، ويخترق المستحيل الذي تعارفنا عليه ، لإن المستحيل في عقولنا فقط .
جراحات كونية وإنجازات خرافية
مدن كاملة تحت الأرض . وأخرى عائمة فوق المحيط ، وناطحات مافوق سحاب الى ارتفاع الكيلومترات تضم بيوتاً تسع مئات الآلاف من البشر فيما يشبه المدن الجديدة ، وعمليات جراحية كونية لترقيع ثقب الاوزون ، برقع وخيطان من حقول كهرطيسية ، وجبال شاهقة تقد من القطب المتجمد الجنوبي تقطر الى المملكة ، تنقل بحيرات كاملة ماءً سائغاً للشاربين ، وتسقي جنات على مد البصر في الصحراء تنبت فاكهة طلعها هضيم . وشفط عناصر هامة في الطاقة من سطح القمر من نوع الهليوم الثلاثي بروبوتات ذكية . وفرش سطوح تنقل الطاقة عبر عشرات الآلاف من الكيلومترات من الغلاف الجوي المحيط بالكرة الأرضية ، لاستقطاب الطاقة وبثها على شكل موجات قصيرة الى الأرض ، وإرسال مركبات فضائية الى سطح المريخ ، تحمل طاقماً بشرياً وروبوتات تبني مفاعلات نووية تبث طاقة كهربية من مستوى 4500 ميجاوات ، ومصانع كيمياوية عملاقة ، تنفث في جو المريخ غازات صناعية على مدار الساعة ، مايعادل 40 ضعف تلويث مناخ الكرة الأرضية السنوي ، في محاولة إعادة الدفء الى كوكب المريخ المتجمد من صقيع مريع ، وإحداث غلاف حامي لجوه ، واستنبات الحياة على ظهره ، في أضخم جراحة كونية يقفز إليها الخيال البشري .
مصانع إنتاج الأفكار
هناك في أمريكا معاهد خاصة لما يعرف ( معامل التفكير THINK - TANKS ) مهمتها التفكير في المستقبل واحتمالاته ، والتخطيط تجاهه ، على خلاف مشاكل العالم الثالث ، التي تنتبه للمشاكل أثناء الاصطدام بها ، في شهادة واضحة للفرق بين الأعمى والبصير ، فالبصير يرى الجدار فلا يصدمه ، والأعمى لايرى شيئاً ؛ فينطح الجدار ويعور رأسه ‍‍!!
إن ماسنعرضه من بعض مشاريع المستقبل سيتصوره البعض أنه من سرد أفلام الخيال العلمي ، ولكن جون فيرني الفرنسي ، وليوناردو دافنشي الإيطالي ، وعباس بن فرناس العربي ، تخيلوا كل لوحده : الغواصة والدبابة والطيارة وضحك عليهم معاصروهم ، كما فعلت كثير من الأمم مع المصلحين أو الأنبياء ، الذين جاء اسمهم من النبوءة ، أي رؤية خاصة للمستقبل ؛ وهمت كل أمة برسولهم ليأخذوه .
الذي ثبت بعدها أن الواقع كان أكبر من الخيال ، وأن ماتحقق فاق أبعد التصورات ، وفوق كل ذي علم عليم .
مدينة كاملة تحت الأرض ( GEOTROPOLIS )
يقوم اليابانيون اليوم ( فراعنة العصر الجديد ) ببناء مدينة كاملة تحت الأرض ( GEOTROPOLIS ) سوف تكون جاهزة للسكن عام 2020 ميلادي ، وبدأ العمل الآن بها في إنجاز مبنى للموسيقى ( كونسرت ) بعمق 50 خمسين متراً تحت الأرض .
سيعيش تحت الأرض في هذه المدن المستقبلية التي تشبه ( انبوب الاختبار REAGENSGLAS ) الآلاف من البشر ، في مدينة تحت أرضية عجيبة ( UNDERGROUND - CITY ) ، ولجأت اليابان الى هذا الحل ، كمنفد للتكاثر السكاني وارتفاع الأسعار الجهنمي للأراضي، فالمتر المربع في طوكيو اليوم يساوي 288000 ( مائتان وثماني وثمانون ألف ) مارك ، مايعادل ( 637000 ريال سعودي ) .
هذه المشاريع من بناء المدن تحت الأرض لن تكون في أرض اليابان فقط ، بل ستنزل الى البحر بحثاً عن المكان لبشر يتزايدون بدون توقف . فهناك اليوم مشروع بناء مدينة صناعية تحت قاع البحر ب600 متر في الشاطيء الشرقي من اليابان ، ستنتهي بعد 30 سنة من العمل ، في مساحة 150 كيلومتر مربع ، تضم أقنية بطول 15 كم وعرض 20 متراً وارتفاع 30 متراً ، تعمل عليها الآن جرافات من أحدث وأفظع ماأنتجته يد الانسان ، بأسنان من عرض 14 متراً ، تحفر الى مستوى 30 متراً يومياً في الأرض ، ستكون المدينة قسمين : الحقل الأول مكان المصانع الثقيلة لصهر الحديد والمحطات البترولية والكيمياوية ، والقسم الثاني للمصانع الخفيفة ، مثل مخابر التجربة .
مدن كاملة عائمة على سطح البحر
المخططات الخيالية للتقنية الهندسية العالية تمضي في بناء مدن كجزر عائمة في المحيط ، تسبح فوق وسادات حديدية تحتمل ثقلها ، تضم عشرات الآلاف من الناس ، وبدأت ظهور بعض النماذج في مساحة ( ملعب كرة قدم ) وتعتمد هذه النماذج تطوير أمكنة السكن بما يناسب القرن الواحد والعشرين ، بإنتاج بيوت تتمتع بإضاءة ممتازة ، وتهوية صحية ، وسعة في المكان ، والابتعاد عن الزخرف الهندسي التقليدي الذي يعتمد الأشكال الهندسية المنتظمة ، فالطبيعة يعتمد جمالها على عنصر التغيير والتنوع بل والفوضى ، حتى أن هناك ثورة اليوم في إنتاج كل شيء بمايناسب أعضاءنا ، كما هو الحال في ( الكيبورد ) الذي نستخدمه في الكمبيوتر ، فيجب ان يلائم مفاصل اليدين ، وكذلك في أبنيتنا فيجب أن تكون رومانسية وليست تشبه القلاع أو البنوك ، بنوافذ صغيرة وإضاءة سيئة ، كذلك تطمح هذه الهندسة المعمارية للقرن القادم ، أن تكون من النوع الذي يحقق الجوار الانساني ، وليس البيوت التي يسكن فيها البشر السنوات العديدة ولا أحد يعرف أحد ، ولعل البيوت القديمة المبنية من التراب كانت أفضل بكثير من البيوت الحالية التي ننشئها ، بحيث أن الثعابين والعقارب ستتركها بعد حين ، حين نفاد الطاقة أو تعطلها بسبب وآخر . بيوت لم تراع فيها الشروط الصحية والعلاقات الانسانية .
مشروع X - SEED 4000 ( بناء يتسع لسكن 700000 انسان )
إذا كان المهندس الأمريكي ( نورمان فورستر NORMAN FORSTER ) خطط نموذج بناية أشبه بالابرة تصعد في السماء الى ارتفاع 800 متر ، أعطاها اسم مدينة برج ( ملينيوم MILLENIUM ) مايجعل برج بابل وحدائقها المعلقة تبدو تافهة أمامها ، فإن أبنية القرن القادم بدأ التخطيط لها منذ الآن ، لما هو خمسة أمثالها من الارتفاع ، وأصبحت البنايات التي ترتفع 200 متر بنايات عادية للغاية ، تشكل مدناً صغيرة بحق ، وعلى سطوحها أمكنة لنزول طيارات الهليوكوبتر
ويفكر اليابانيون الآن بمشروع مرعب ببناء مدن يسمونها ( مدن المحيط OCEAN CITYS ) حيث ترتفع من قلب الماء ، من وسط المحيط إهرام من البناء ، يرتفع 4000 أربعة آلاف متر عن سطح الأمواج المتلاطمة ، يهزأ البناء بها ، ويرتعب خوفو لهذا الإهرام الجديد ، الذي يصعد من لجة الماء ، بما هو أرعب من العنقاء ، مخترقاً كل المستحيلات الأربعة في الثقافة العربية ، يرتفع في المياه اليابانية ، فوق أعلى مستوى فيها من نموذج جبل ( فوجي ياما FUDSCHIJAMA ) بحوالي 224 متراً .
هذا البناء السامق سيلمع عند الساحل الياباني ، يقوم على وسادات حديدة بوزن 550 مليون طن من الحديد الثقيل ، تغطس في عمق المياه تهيء للبناء الاتزان الكافي في مواجهة أعاصير التيفون ، وحمم البراكين ، وزمجرة الزلازل ، يضم عدداً من السكان يعادل 700000 ( سبعمائة ألف ) انسان ، بحجم سكان مدينة متوسطة عصرية ، يحتاج المصعد السريع للوصول الى الطابق العلوي رقم ألف 35 دقيقة ، وتبلغ درجة الحرارة فوق عند القمة 11 مئوية ، حيث الهواء في غاية الرقة ، والثلج لايفارق المكان في كل فصول السنة ، يمارس أهل البناء رياضة التزلج لمن أحب في أي وقت شاء ، فلا حر ولاقر ولاسآمة .
جبال من برد تقطر الى المملكة
من جملة الأفكار الجريئة التي أوردتها المجلة الألمانية ( P.M ) عدد 12 عام 1996 م فكرة نقل جبل كامل من الجليد من القطب الجنوبي الى المملكة العربية السعودية ، باعتبار أن مياه القطب الجنوبي حلوة ، خلافاً للقطب الشمالي المالحة نسبياً ، بحيث تروي الصحاري العطشى ، يقطر الجبال سفن عملاقة ، تعبر المحيط الهندي ، لمسافة عشرة آلاف كيلومتر ، في رحلة ثمانية أشهر .
إن القطب الجنوبي ينفلق منه سنوياً مامعدله 5000 جبل ثلجي يمكن أن يستفيد منه كل العالم كمصدر للماء الحلو ، وفي هذا الإطار يمكن للملكة أن تستفيد منه ، وليس المشروع بدون تحديات ، فقطر وسحب هذا الجبل الخرافي ، في رحلة تشبه السندباد البحري، لجبل يبلغ طوله كيلومتر ونصف وعرضه 400 متر وارتفاعه 290 متراً ووزنه 2000 مليون طن من الماء الحلو ، مايعادل بحيرة كاملة من الماء الحلو ، بقيمة 60 مليون دولار ، لن يخلو من تحديات من تبخر الماء وتكسر وتفتت الجبل ، فتم تسجيل طريقة اختراع جديدة تحت رقم وحروف ( BP 2 005 385 ) بحيث يمكن إيصال الجبل سليماً ، بحمايته بمادة الستيريوبور ، وطاقة من نظام الحجرات الضوئية ، تقوده سفن موجهة بمحطات فضائية ، لأن صدم هذا الجبل إحدى عابرات المحيط سيكرر كارثة التيتانيك ، ليس بفعل الصدفة بل بيد الانسان في جراحة كونية نازفة جداً .
هذه البحيرة من الماء الحلو المنقولة بحراً من القطب الجنوبي الى المملكة ( إن تمت ؟‍! ) يعتبرونها العلماء اليوم أحد عجائب الدنيا الجديدة السبعة .
طاقة لاتنضب من سطح القمر ( الهليوم 3 )
سيكون القمر هو ( الخليج العربي ) للطاقة للقرن الواحد والعشرين ، فشركة ( داسا DASA) الألمانية فرع شركة مرسيدس في مدينة بريمن ، بالتعاون مع فيزيائيين أمريكيين من جامعة فيسكونسين ( WISCONSIN ) يقومون اليوم بدراسة مثيرة حول الوصول الى طاقة عملاقة تكاد لاتنضب وموجودة بكثرة على سطح القمر ،وهي مادة الهليوم 3 ، مادة الطاقة للقرن المقبل ، ولتصور استخدام هذه المادة السحرية فيمكن أن نعلم أن 30 طن من هذه المادة تعادل ما استهلكته الولايات المتحدة من طاقة منذ أن عُرِفت الطاقة الحديثة ؟! ويكفي أن نعلم أن القمر الميت يحوي من هذه المادة مليون طن بالتمام والكمال ما يعادل عشرة أضعاف كل الطاقة التي تحويها الأرض ، من حقول بترول وغاز طبيعي وجبال فحم ؟! المشكلة هي في تطوير التقنية ، وستكون كلفة استخراجه ما هو أقل من 7 دولار لبرميل من البترول ، على الرغم من كل التقنية الرفيعة بتحصيلها من إرسال روبوت الى سطح القمر يشفط هذه المادة السحرية بنهم .
مزارع للحجرات الضوئية وطاقة ليس لها نفاد !!
العربة ( سوجرنير SOJOURNER ) التي حملتها المركبة ( باث فايندر PATHFINDER ) الى المريخ تشبه السلحفاة في مشيها ودرعها ، فعلى درعها الخارجي مائتي حجرة ضوئية ، تمتص الطاقة من أشعة الشمس ، وتتحرك بسرعة 60 سنتيمتر في الدقيقة ، مايعادل حركة دودة على الأرض ، خوفاً عليها من السقوط في وسط صخور مزدحمة . هذه التقنية من الاستفادة من الطاقة الشمسية سوف تطور بحيث يمكن وضع سطوح ماصة لطاقة الشمس ، بحيث تزود الكرة الأرضية كلها في النهاية بطاقة نظيفة .
نظام الحجرات الضوئية ( SOLARSYSTEM ) يعتبره العلماء اليوم وكانه المزارع الجديدة لقنص الطاقة وتكثيفها ، ثم إرسالها الى الأرض عبر أشعة موجات قصيرة ( ميكروويف MICROWAVES ) عبر الملكوت لمسافة 36000 كم ، تستقبلها ( انتينات ) عملاقة تحولها الى طاقة كهربية ، تغذي العالم بالطاقة المطلوبة ، بحيث تستقبل كل ( انتينة) مايعادل عشرة ( جيجا وات GIGAWAT ) ، وهذا الرقم يمثل الطاقة التي تفرزها ثمانية مفاعلات نووية عملاقة ، مايعادل سدس الطاقة التي يستهلكها بلد صناعي متقدم طراز رقم واحد في العالم من نوع ألمانيا .
يتوقع العلماء أن العالم في مدى خمسين سنة القادمة سيحل أزمة الطاقة عن طريق بناء محطات عملاقة ، مثل المحطات الفضائية على صورة مزارع ضوئية لقنص الطاقة الشمسية وتكثيفها ورفد الكرة الأرضية بماتحتاجه من الطاقة .
خياطة ثقب الاوزون برقعة من حقل كهرطيسي
ومن جملة الأفكار الجريئة في إصلاح الخلل الكوني الذي يناقشه العلماء حول فتحة الاوزون في الغلاف الجوي ومخاطرها ، فقد فكر العلماء المبدعون في إجراء جراحة كونية خرافية ، بالعروج الى السماء ، والتداخل على الثقبة بترقيعها بحقل كهرطيسي بمساحة 200 متر مثل ( برداية ستار النوافذ ) يرخي سدوله على منطقة الخرق يعتمد رصيف بطول 500 متر ، إبرة هذه الخياطة وشيعة تستقبل ذرات الفلور ، وخيطانها طاقة تلعب في شحنتها وإعادتها مرة اخرى معدلة الشحنة .
ولكن المثل العربي ينفعنا في هذا وهو أن درهم وقاية خير من قنطار علاج ، ويصدق هذا على ثقب الأوزون ، أن يكف الانسان عن تكرار حماقته ، بتخريب بيئته ، في كرة أرضية لايملك سواها .
في الوقت الذي تحل مشاكل الطاقة ، ستحل مشاكل الجنس البشري الى حد كبير ، فنحن لانسأل أنفسنا لماذا لايتنازع البشر على الهواء ، ويقتتلون على مصادر المياه ويتذابحون على البترول ، ويشعلون الحروب من أجلها ،بسبب بسيط هو الطاقة ووفرتها أو نضوبها ؛ فالطاقة هي كل شيء ، وعندما يحصل فائض للجميع سيكف البشر عن الاقتتال والنزاع ، كما لايتقاتلون على حزمة من الهواء أو قبضة من الريح .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.