منذ العام 2004م وبلادنا تعاني مابين فترة وأخرى وخصوصاً في المنطقة الشمالية م/صعدة حروباً لامبرر لها سوى إشباع نزوات شيطانية لفئة ضلت الطريق وظنت أنها بأفعالها الشيطانية تلك قادرة على تحقيق أهدافها ومآربها التي تتنافى وتتناقض مع الدستور والقانون والمصلحة العليا للوطن, وذهب ضحية ذلك السلوك الشاذ والذي ترفضه كل فئات المجتمع بمختلف مذاهبها السياسية المئات من الضحايا الأبرياء الآمنين في قراهم ومناطقهم كما أن تلك الحرب اللعينة هجّرت عشرات الآلاف من أبناء المناطق التي دارت فيها رحى الحرب والمعارك مما زاد المشكلة تعقيداً, خاصة وأن المتمردين ليس لهم هدف ولا قضية من تفجيرهم لتلك الحروب اللهم إلا إنهم كانوا ينفذون رغبات أجندة أجنبية استلموا مقابل ذلك ملايين الدولارات وجعلوا من شعار الموت لأمريكا الموت لاسرائيل للاستهلاك ودغدغة عواطف الناس من أجل الوقوف معهم فيما هم فيه من ضلال, إلا أن الإجماع الشعبي في رفض تلك الحرب والذي ظهر من خلال تلك القوافل الطويلة من التبرعات من مختلف مناطق اليمن دعماً للقوات المسلحة التي وقفت أمام تلك الجماعة المتطرفة وهذا الموقف المساند من كل أبناء الشعب قد أظهر أن شعبنا اليمني قد امتلك الوعي والإدراك لمصالحه وضرورة المحافظة عليها ومثل هذه المواقف قد جعلت من انتصار قواتنا المسلحة وقواها الحية في الساحة اليمنية أمراً واقعاً, وحفاظاً على دماء اليمنيين التي تسفك عبثاً فقد أعلنت القيادة السياسية وقف إطلاق النار بعد التزام جماعة التمرد بالنقاط الست التي أعلنتها الحكومة كشرط لوقف إطلاق النار. وبهذا الإعلان فإن كل أبناء الوطن قد شعروا بالارتياح الكبير لأن ذلك سيجنب البلاد المزيد من الويلات والخسائر البشرية والمادية ونحن على ثقة مطلقة أن الحكمة اليمانية ستظل حاضرة وسوف تتغلب على الصعاب وستكون هذه الحرب آخر الحروب ضد قوى الشر المتربصة بالثوابت الوطنية التي لامساومة عليها. إن الثقة تملأ نفوسنا من أن اللجان العاملة في الميدان ستنجح في مهامها ليعود الأمن والاستقرار إلى المناطق المتضررة ومن ثم إعادة بناء ماتهدم منها وعودة النازحين والمهجرين إلى ديارهم. إن اليمن اليوم بحاجة إلى تضميد جروحها ومواصلة العمل في بناء اقتصاد وطني إنتاجي من شأنه العمل على امتصاص البطالة المرتفعة في البلاد.. ندعو الله أن تكون حرب صعدة هي خاتمة الحروب في اليمن ليتفرغ الجميع للبناء.