قبل وصول المبعوث الأمريكي ميتشل إلى اسرائيل مجدداً قال رئيس وزراء اسرائيل نتنياهو: إن البناء في القدس مثله مثل البناء في تل أبيب قاطعاً الطريق أمام المبعوث الأمريكي عن أي حديث عن تجميد الاستيطان في المدينة المقدسة سواء قرب أم بعد عن محيط المسجد الأقصى وفي أنحاء الضفة الغربية. أما أمين عام الأممالمتحدة بان كي مون فقد أعلن من غزة يوم الأحد أمس الأول عن عدم شرعية الاستيطان وعن تضامنه مع الفلسطينيين المحاصرين في غزة والمقطّعين في الضفة الغربية لكثرة الحواجز والطرق الجدار العازل واصفاً شعب غزة بالصمود والبطولة والصبر والعزيمة، ولم ينس أن يتحدث عن الآثار المدمرة لحرب اسرائيل على غزة في بداية العام 2009م والتي ماتزال ماثلة للعيان وأعلن كذلك عن موافقة اسرائيل على اعادة بناء عدد من البيوت في خان يونس ومرافق الصرف الصحي ومنشآت الأممالمتحدة(الاونروا) هذا الأمر الاسرائيلي لميتشل بألا يتجه بعكس مايريدون له أن يمر منه أي نسيان أمر القدس تماماً في أي محادثات يجريها في جولاته المكوكية في كل من اسرائيل ورام الله والقاهرة وعمان والدول العربية الأخرى التي تسمى معتدلة وهي لم تجن من اعتدالها سوى الغضب الشعبي المحلي منها خاصة بعد موافقة وزراء الخارجية العرب في بداية الشهر الحالي على عودة المفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين وفجر نتنياهو بعدها قنبلة بناء ألف وخمسمائة وحدة استيطانية في محيط المسجد الأقصى أثناء زيارة ميتشل والتي كانت قد تقررت بعد أن كررت ادارة البيت الأبيض موقفها الرافض للاستيطان في هذا الوقت على الأقل. عاد ميتشل عودة خاطفة أبلغ فيها نتنياهو بأنه مدعو اليوم إلى واشنطن وسمع منه الأمر بالاتجاه اجبارياً خارج اطار الاستيطان في القدس بوصف البناء فيها مثل البناء في تل أبيب، فلا مجال للنقاش حول هذا الموضوع وتسمّر الرجل أمام قوة نتنياهو المؤيد من المتطرفين في ائتلاف حكومته وعلى رأسهم ليبرمان وزير الخارجية واكتفى بتوجيه الدعوة التي قد يتلقى فيها درساً ودياً من أوباما بما تواجهه ادارته من حرج لعدم قدرتها على تحويل أقوالها إلى أفعال. وأن التصرفات الاسرائيلية المهينة لأمريكا كما وصفتها هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية لا تأتي من صديق وأي صديق أفضل من اسرائيل لدى أمريكا, ليست في مصلحة البلدين بل قد تضعف اللوبي اليهودي وأنصاره في مجلس الشيوخ والنواب الأمريكيين، والذي عقد اجتماعاً طارئاً مؤخراً لمناصرة اسرائيل وسط احتجاجات خارج مقر المؤتمر ضد الاستيطان والحصار الاسرائيلي في الضفة والقطاع والقتل اليومي والاعتقال لأول مرة في تاريخ الايباك الذي يرسم السياسة الأمريكية في الظل ولايستطيع أحد الاعتراض على قراراته مهما كانت ضد المصالح الوطنية الأمريكية على المدى المنظور.