كنت قد أشرت في إطلالة الأسبوع قبل المنصرم من محطات وذكريات إلى تلكم المواجهة الكروية التي جمعت التلال من عدن وحسان من أبين والتي وصفتها بأنها تشبه إلى حد كبير أهم مباريات الدربيات العربية وليس كما وصفها الزملاء ب“التدريبات” عموماً كانت تلك المواجهة بين حسان والتلال غاية في الروعة والجمال سواء من النواحي الفنية أو البدنية وقد ازدادت روعة وجمالاً بفعل تلكم المؤازرة الجماهيرية منقطعة النظير خصوصاً من لدن الجماهير الحسانية التي كانت قد وصلت إلى مدينة كريتر وإلى ما كان يعرف بالملعب البلدي “ملعب الحبيشي” عبر وسائط النقل المختلفة ومن ضمنها بل أهمها ناقلات الجنود ويومها أضافت الجماهير التلالية والحسانية بهديرها الرائع وشعاراتها المعبرة والمتناغمة كثيراً من الروعة والإدهاش إضافة إلى ما تركته لدى لاعبي الفريقين من شحنات إيجابية وفاعلة أسهمت في رفع وتيرة الأداء وفي اعتقادي لو أن أحد الفريقين هذه الأيام يمتلك مثل تلك الحماسة ومثل أولئك النجوم لاستطاع الوصول إلى منصات التتويج بكل سهولة ويسر ودون تعثر حتى بالتعادل. هورسيد الصومالي أما المواجهة الكروية الأقوى والأكثر ندية وجماهيرية فقد كانت تلك المواجهة الحبية التي خاضها فريق هورسيد الصومالي والذي كان خلال تلك الفترة يعد من ضمن أشهر الفرق الكروية على مستوى القارة الأفريقية والتي خاضها أمام فريق الحبيش الذي كان يضم ألمع نجوم كرة القدم في محافظة عدن ممن يخضعون لأداء خدمة الدفاع الوطني وجلهم من أفضل النجوم وفي تلك المواجهة ذهلت كثيراً لذلك الحضور الجماهيري ولحضور العنصر النسائي وبشكل لافت للأنظار ليس فقط من حيث الكم بل من حيث الكم والكيف والمتمثل بالمؤازرة المدروسة والمتناغمة وكل تلك النسوة اللاتي حضرنا إلى ملعب الشهداء هن من الأخوات الصوماليات المقيمات في مدينة عدن حيث جئنا لمؤازرة هورسيد بطريقة حضارية ومتميزة لا تعرف الكلل أو الملل، ويومها لم أكن أصدق نفسي أو ناظري بأني أشاهد مباراة في إطار الوطن الحبيب بل كأني في أحد الملاعب الأجنبية نظراً لذلكم المستوى العالي والمتقدم الذي ظهر به أعضاء الفريقين والذي عكس مدى التطور الملحوظ لكرة القدم لدى الفريق المضيف والأشقاء من الصومال وقد أسفرت نتيجة اللقاء عن التعادل الإيجابي بهدف لمثله. أما اللقاء الثاني الذي خاضه هورسيد فقد كان أمام فريق الوحدة من الشيخ عثمان ويبدو بأن كلا الفريقين قد سخرا كل ما لديهما من إمكانيات للظهور بالمظهر اللائق والمشرف خصوصاً فريق الوحدة الذي كان يضم في صفوفه كوكبة من ألمع نجوم كرة القدم أمثال: عبدالله الهرر ناصر هادي علي بن علي عوضين عصام عبده عمر والذي أنقذ مرماه من هدف محقق وبالفعل قدم الفريقان أجمل ما يملكان من المهارات والتكتيك والأداء الرجولي لتنتهي المواجهة بالتعادل السلبي وعقب اللقاء كنت قد أجريت حواراً صحافياً مع نجم المباراة ونجم الوحدة عصام عبده عمر وبسبب ذلك اللقاء لم أعبر منطقة كرش مع بقية المسافرين إلا بعد أكثر من ست ساعات وقبل أن تنشر تلك المقابلة في صحيفتنا الغراء الجمهورية نصحني الراحل محمد الكاظمي “رئيس التحرير آنذاك” بحذف اسمي من تلك المادة التي نشرت بالفعل حتى لا اتعرض لأي استهداف أو مساءلة حسب تعبيره وبعد الوحدة المباركة فوجئت بأن النجم عصام مازال يحتفظ بالصحيفة وقد أحضرها معه إلى ملعب الشهداء خلال مرافقته لفريقه الوحدة كمشرف رياضي.