ما زالت رحلات ميتشل المكوكية ..المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط بهدف العودة إلى المفاوضات الصهيونية الفلسطينية المباشرة..لكن مع تردد (ميتشل) على المنطقة يحمل مشروعاً واضحاً وشفافاً لإحلال السلام ..فما هو ذلك المشروع ؟! وما هي بنوده ؟! وإلى أي حد يتضمن المشروع حقوق الشعب الفلسطيني؟! وإلى أين يفضي هذا المشروع؟! وهل هناك جدولة نصية لمواضيع المشروع ابتدءاً وانتهاءً؟! هذا إن كان هناك مشروع للسلام فعلاً تتبناه الإدارة الأمريكية، وتدعمه، وتساعده ..فدائماً تدعو الولاياتالمتحدة، وتأمل ، وترجو عودة المفاوضات المباشرة بين الكيان الصهيوني، والسلطة الفلسطينية لإحلال السلام ، وإقامة الدولة الفلسطينية..إلى حد الآن باءت كل الجولات (الميتشلية) بالفشل ..لأنه لا يحمل رؤية يتم الحوار حولها. حكومة العصابات الصهيونية تردد نفس الدعوة الأمريكية بالعودة إلى المفاوضات المباشرة .. أي أن الدعوات الأمريكية ليست سوى ترديد الدعوات الصهيونية التي تخلو من أي مصداقية، أو جدية ومن أي إرادة حقيقية للسلام ..وكل دعواتها، وتشيع الإدارة الأمريكية لنفس الدعوات ليست سوى مضيعة للوقت..وبحث عن الوقت المناسب الذي تستطيع فيه العصابات الصهيونية فرض السلام الذي تريده..إن كانت تريد السلام فعلاً..مع أنه لا يوجد في قاموسها لفظ(سلام) فقواميس العصابات لا وجود (للسلام) فيها..وهكذا هو قاموس العصابات الصهيونية مثل بقية قواميس العصابات والقراصنة. الممارسات الصهيونية في القدس وضد سكانها وسكنها ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، وكذا في أراضي ثمانية وأربعين، واستمرار الاستيطان توسعة وتمادي , وكذا العدوانية العسكرية الصهيونية اليومية ضد الفلسطينيين بشراً ووطناً، وتحويل قطاع غزة إلى سجن كبير بالحصار الصهيوني ..وما شابه ذلك من الجرائم الصهيونية، وإرهاب الدولة المنظم والمخطط..كل هذه السياسات تعكس زيف، وكذب الدعوات الصهيونية والأمريكية للمفاوضات المباشرة حول السلام ..فمن الصعب جداً أن يقبل الفلسطينيون العودة إلى المفاوضات..في ظل العدوان اليومي الدائم على فلسطين (الأرض والشعب) كما أن دعوة السلطة الفلسطينية للمفاوضات مع العصابات الصهيونية لم تطرح أجندة تحدد حول ماذا يكون التفاوض ؟! . إن التفاوض يجب أن يكون أولاً حول الحقوق الفلسطينية وإعادتها..وبعد عودة الحقوق وقيام الدولة الفلسطينية يتم التفاوض حول السلام للجميع..وهو مستحيل التحقيق ما دام الصهاينة لم يعترفوا ويعيدوا حقوق الفلسطينيين.