شهر رمضان .. هذا الشهر الذي له من الفضائل الكثيرة ,حيث يتنافس المتنافسون فيه على العبادات والتقرب إلى المولى عز وجل بالعبادات ومن ذلك عبادة الصيام إلا أن بعض التجار وكما هي العادة يقومون بنشر الدعايات والإعلانات على واجهات محلاتهم التجارية وفي الشوارع والأماكن العامة للجمهور وهذه الإعلانات المختلفة الألوان والأشكال والخطوط المتضمنة عزم هؤلاء التجار على بيع بضاعتهم المعروضة للجمهور بتخفيضات كبيرة قد يصل بعضها من 30 % إلى 50 % من قيمة بضاعتهم , وحول ذلك تبادر إلى ذهني بأن أدلو بدلوي لأطرح وجهة نظري من باب الفضول على اعتبار أني واحد من الجمهور من جهة ومن جهة أخرى لعل وعسى أن أكون صائباً وموفقاً في طرحي, وبالمناسبة لا أخفي عليكم بأني قد دخلت إلى أكثر من محل وتحديداً حيثما وجدت إعلانات مثل هذه التخفيضات وقد كانت زيارتي لمثل هذه المحلات لأكثر من سبب أولها كوني ضمن أصحاب الدخل المحدود والآخر كي أقوم بتوفير كسوة العيد للأولاد إلا أن هؤلاء التجار دائماً مايجعلون من شهر رمضان وقرب العيد فرصة سنوية وموسماً لايمكن تعويضه وذلك برفع الأسعار أضعافاً مضاعفة دون الاكتفاء بمكسب نسبته 100% بعد كل نقطة دون خوف أو وجل أو رادع من ضمير الذي ينعدم تماماً عند بعض التجار , وفي شهر رمضان هذا الشهر الذي يسمى بشهر القرآن ,حيث الأجر يتضاعف وفيه يتسابق المتسابقون على الطاعات والعبادات إلا لدى مثل هؤلاء الناس. فعن التخفيضات حدث ولا حرج .. ففيها من الأكاذيب والخدع ما لاعين رأت حتى في أفلام هوليود , فيها من الأكاذيب الممزوجة بالكلام المعسول الذي قد لاتجده في العسل الدوعني . وأنت تدخل محلات التخفيضات يقوم عمال المحل باستقبالك استقبال الزعماء الذي ينقصه الواحد والعشرون الطلقة ,حيث البروتوكول ينعدم في معاملات البيع والشراء, ومايتبادر إلى الذهن في هذه الأكذوبة المسماة تخفيضات (لاتفتكم الفرصة الذهبية والمدة محدودة) , فهي أي هذه الأكذوبة إما أن بعض هؤلاء التجار يمارسون الظلم على زبائنهم في غير أيام التخفيضات وإما نستطيع أن نسميها البيع بهذا الأسلوب تحت إطار هذه الخدعة الكبرى التي تقع ضحيتها النساء أكثر من جمهور الرجال .. بمعنى آخر أن المتعارف عليه ومن حيث المنطق أن الباعة من التجار لم ولن يبيعوا بضاعتهم أياً كانت ومنها الملابس إلا وفوقها الربح المناسب الذي يغطي مرتبات عمال المحل وإيجاره ودفع قيمة الفواتير من كهرباء وماء , أضف إلى ذلك المكسب الصافي هذا في أيام التخفيضات فكيف هو الحال عند عودة الأسعار إلى ماكانت عليه قبل التخفيضات بمعنى إعادة ال50 % التي كانت تخفيضاً إلى سابق عهدها , أليس ذلك فيه الظلم الفادح .. وهذا الأسلوب الذي يمارسه بعض من لايملكون في صدورهم ضمائر ألم يعلموا أن الظلم ظلمات يوم القيامة وهم ينهجون هذا المسلك نهاراً جهاراً بل وأكثر من ذلك أنهم يقرون ممارسة هذا الظلم من باب التنافس الشريف هذا من جهة الظلم , أما من زاوية الخداع فهي تتمثل بأن قيمة السلعة عقب مايسمى بالتخفيض إن كان لايوجد ظلم فإن مايفهم منه من السعر الجديد ليس إلا السعر الحقيقي للسلعة المباعة وهي خدعة جديدة يتلقاها المستهلك هذه المرة تحت يافطة التخفيضات التي لاتفوتك اغتنامها , ومثل هؤلاء احذروهم وكفانا وعظاً ودرساً نستفيد منه حديث النبي صلى الله عليه وسلم عندما سئل أي الكسب أطيب قال :(عمل المرء بيده وكل بيع مبرور) بمعنى ماخلا من الحرام والغش والخداع.