أخذت جزيرة سقطرى « كبرى الجزر اليمنية في البحر العربي» موقعاً متميزاً من حيث الإشهار والترويج, لما تمتاز به الجزيرة من بهاء الطبيعة وسحرها, وموقعها الاستثنائي, وبما تزخر به من تنوع بيئي وحيوي وأماكن خلابة, حتى أن المركز العالمي لمراقبة شئون البيئة صنفها إحدى الجزر العشر الغنية في العالم, لما تحتويه من تنوع حيوي متميز وفريد, ودخلت من أوسع الأبواب ضمن اهتمامات لجنة التراث العالمي التابعة للمنظمة الدولية للتربية والثقافة والعلوم التابعة للأمم المتحدة «اليونسكو «, التي أعلنت رسمياً انضمام الجزيرة إلى قائمة التراث الإنساني العالمي ضمن 13 موقعاً جديداً أدرجتها المنظمة في قائمة المحميات الطبيعية العالمية . وبلغة الأرقام فإن الجزيرة تحوى على 37 بالمائة من أنواع النباتات النادرة من أصل 825 نوعاً و90 بالمائة من أنواع الزواحف و95 بالمائة من أنواع الحلزونيات البرية المستوطنة في الجزيرة, والتي لا توجد في أية منطقة أخرى من العالم, وأنها تأوي أنواعاً مهمة من العصافير على المستوى العالمي «192 نوعاً، يتوالد 44 منها في جزرها «فقط «، فيما يهاجر 85 منها بانتظام «، ومن بينها بعض الأنواع النادرة والمهددة بالانقراض». ليس هذا فحسب بل إن الحياة البحرية في سقطرى هي الأخرى عامرة بتنوع كبير، وفيها يتواجد 253 نوعاً من المرجان الباني للشعب، و730 نوعاً من الأسماك الساحلية، و300 نوع من السراطين والكركند والإربيان, بالإضافة إلى ذلك تم تسجيل أكثر من 60 نوعاَ من الأحياء المائية البحرية مثل: الإسفنج، والصدفيات، والتى تلعب دوراً مهما في عملية التوازن البيئي، فضلاً عما تم اكتشافه علمياً من أن أنواعاً من الاسفنج المائي له خصائص حيوية تتسم بالتأثير القاتل لأنواع من البكتيريا الضارة، الأمر الذي يمكن من استغلالها في الصناعات الدوائية» ويعيش في الحياة البرية في الجزيرة آلاف الحيوانات البرية منها الماعز السقطرى المميز، وحيوان « قط الزباد « الذي تستخرج منه مادة الزباد, وهى مادة عطرية تستخدمها معامل إنتاج العطور في أوروبا.. والقائمة تطول في تتبع هذا التميز والتنوع الفريد للتنوع البيئي والحيوي, الذي حباه الله جزيرة سقطرى, والذي جعلها حسب العلماء والباحثين والمتخصصين في مجال الطبيعة والبيئة بأنها حاضنة لأكبر تجمع للتنوع النباتي في العالم, ويجعلها على الإطلاق متحفاً مفتوحاً للتاريخ الطبيعي.. هذا التفرد والتميز لاشك أنه يوازيه اهتماماً كبيراً من الجانب الحكومي للمحافظة على هذا التوهج والكنز الثمين, وخلق بيئة مستدامة في الجزيرة يعوضها عن سنوات الحرمان والمعاناة التي عاشته ردحاً من الزمن, وما تحقق في جزيرة سقطرى في السنوات الأخيرة من مشاريع تنموية وخدمية في مختلف القطاعات يبعث عن الارتياح والاعتزاز, وهذه اشتراطات ضرورية للتماشي مع متطلبات التطوير والتحول الذي تشهده بلادنا ..ومع ذلك فإن التوجه نحو التنمية البشرية والاهتمام بالإنسان لابد أن يترافق مع هذا التطور, وجعله أداةً لصناعته, بمعنى أدق أن النقلة والتطور الذي شهدته جزيرة سقطرى سيظل منقوصاً, ما لم يكن هناك اهتمام بالإنسان, وتخفيف وطأة المعيشة القاسية عنه, وإنشاء مطار حديث في الجزيرة لاشك أنه يأتي لخدمة الناس ويلبي احتياجات حركتهم وتنقلهم, ونقل أغراضهم وبضائعهم, لاسيما أننا نعرف أن الجزيرة تغلق حركة التنقل فيها عبر البحر في موسم الرياح لعدة أشهر, فهذا المطار قد وفرّ العناء الذي كان يتكبده المواطنون في تلك الجزيرة خاصة في نقل مرضاهم .. ولكن تصوروا معي كيف سيكون لهذه المنشأة الكبيرة والضخمة التي يفاخر بها في الجزيرة بأنها واحدة من المنجزات العملاقة, التي أحدثتها الوحدة المباركة في الجزيرة دون تسيير إليه أية حركة طيران للشركة الوطنية الناقلة «الخطوط الجوية اليمنية « من وإلى الجزيرة .. نعم لقد صدمني خبر توقف رحلات «اليمنية « إلى الجزيرة, ولم يجد المسئولون في المجلس المحلي هناك تبريراً منطقياً يردون فيه عن تساؤلات عامة الناس ..وآمل أن يتدخل من يعنيهم أمر وأحوال الرعية في سقطرى لمعالجة هذا الأمر على وجه السرعة, وأن لا يترك الباب مفتوحاً لاختلاق المثبطات والمشاكل التي نحن في غنىً عنها بكل تأكيد ..فسقطرى في كل الأحوال استثناء .. [email protected]