هل توقفتم أمام المثل الذي يعلن استغرابه من قيام البحر بالشرب من (الزمزمية) هذا المثل يختزل بعضاً من الحكمة الشعبية اليمنية ! وفي هذه الوقفة صور من صور قيام البحر من الالتفاف على محتويات الزمزمية وبموافقة صاحب الزمزمية الذي هو أنا وأنت والحكومة. ليس هناك حاجة لأن أدعوكم لزيارة سوبر ماركت أو حتى دكان صغير، لأن جميعنا نتسوق.. منتجات محيطنا الجغرافي الخليجي تملأ الأسواق حتى لا أقول تغرق الأسواق اليمنية .. وهي ذات المنتجات التي نصنعها في اليمن من البسكويت إلى الحليب وحتى المياه المعلبة. قولوا ما شئتم حول حرية التجارة والعرض والطلب واقتصاد السوق هذا حقكم، خاصة وأنني لست اشتراكياً قديماً ولكن أليس في الأمر ما يلفت النظر إلى أننا نشقى على محيطنا الجغرافي الغني ونحن الفقراء إلى الله. كن اشتراكياً تحمل فيروساً رأسمالياً أو كن غربي الهوى الاقتصادي، ولكن ما لذي يمنعك من التفكير في معنى أن أسواقنا تمتلئ بالجيد والسيء من المستورد بينما تتعرض سلعنا الزراعية والصناعية للفحص والرفض والركل بسبب وبدون سبب، دون أن ينتصب ميزان المعاملة بالمثل. لست بالاقتصادي ولا علاقة لي بكتاب رأس المال أو (دعه يمر) لكنني فقط أتساءل أي منطق لاستمرار هذه العلاقة بين البحر وبين الزمزمية.