صعّد بابا الفاتيكان بيندكت السادس لهجته الهجومية على الاسلام بعد حادثة تفجير كنيسة القديسين بالاسكندرية, وهو الذي بدأ أبوّته للفاتيكان قبل أربع سنوات بالإساءة إلى الاسلام، بوصفه قام على العنف والجهالة واضطر لإصلاح بعض العبارات القاسية لما رأى رد الفعل لدى الشعوب الإسلامية محتفظاً بعناصر الهجوم الشخصي والبابوي الكاثوليكي للتفوه بما لايليق ضد الاسلام. وقد وجد الأزهر الشريف أن أقل مايمكن الرد به على عدوانية البابا الألماني الأصل هو وقف الحوار الذي كان قد بدأ في عهد البابا الراحل, وأثمر ذلك التقارب عن تفاهمات باحترام الأديان التي على رأسها الاسلام والمسيحية واليهودية, وكان البابا الراحل يعبّر في بعض الأحيان وبصورة غير مباشرة عن عدم رضاه عن القرار الذي اتخذته الكنيسة الكاثوليكية في السبعينيات بالاعتراف باسرائيل وتبرئة اليهود من دم المسيح. ووجد لدى المسلمين ترحيباً باعتذاره الضمني لهم عما سببه من سبقوه من إساءات للاسلام والمسلمين وأنه، أي البابا، قد تأكد بأن الاسلام أعطى المسيح وأمه من الاحترام ما أنكره اليهود منذ ماقبل موسى وعيسى, وأنهم هم الذين أنكروا رسالة موسى وعيسى واتهموا مريم بالفاحشة وحاولوا قتل المسيح لكن الله رفعه إليه.. غير أن المسيحيين الذين ضللهم اليهود على مر العصور خضعوا لما يشبه الغسيل الدماغي وحرضوهم ضد أقرب الأديان إليهم في ظل ضعف التبشير بالاسلام بعد خروج المسلمين من الأندلس ونشوب الحروب والصراعات فيما بينهم على السلطة والثروة والنفوذ ما عزز فكرة الرجم ضد المسلمين بكل مايحطم قوتهم ومعنويتهم ويزرع الشك فيما بينهم بدينهم وتاريخهم وهم الذي أضاؤوا شمس أوروبا على مدى ثمانمائة عام بمعارفهم وعلومهم التي اعترفوا بفضلها عليهم في نهضتهم الصناعية التي بدأت عقب الثورة على الكنيسة وأبطلوا شرعية وقانونية الصكوك التي كان يمنحها الرهبان أو يحجبونها عمن يريدون وكان نصيب العلماء والمخترعين أصحاب النظريات التي غيّرت وجه الحياة في أوروبا والمثقفين النصيب الأوفر فاعدم من أعدم وسجن من سجن وكُفّرَ من كُفّرْ. إن الأزهر الشريف لم يتخذ قراره بوقف الحوار مع الفاتيكان إلا بعد أن اقتنع بأنه لافائدة منه في ظل القيادة البابوية المتعصبة في تلك الدويلة الصغيرة ذات الشأن والتأثير السحري على الملايين في العالم، مستغلة ضعف المسلمين تحت ضربات القوى المسيحية التي تحكم أمريكا وأوروبا ومعها الصهيونية العالمية, والمطلوب من الأزهر كشف حقيقة عداوة البابا وأتباعه من حوله في الفاتيكان أو في الدول العربية التي توجد بها كنائس وطوائف مسيحية صغيرة تريد أن تهيمن على الأكثريات في كل المجالات.