يا أيها الشعب الذي جُبل على الشهامة والكرامة والحرية والاستبسال في البطولة والتضحية والفداء وحب الوطن: هل أنت إلا إنسان أرضك الشامخ عبر العصور بالإباء وبالكبرياء تأبى الضَيم وتبصق في وجه الخيانة والعمالة والارتزاق لتحيا أبياً وفياً ويحيا الوطن واحداً موحداً يزهو به تاريخ حاضرك الزاهي ويسمو بوحدة روحك فيه ملء طموحات أجيالك المتجددة على درب المستقبل. يا أيها الشعب اليماني الأصيل هاأنت تمخر عباب عواصف الأيام وماتنتهي من ضائقة إلا لتبدأ معك ضائقة أخرى ولكنك الصلب عند التحدي فلم تنكسر, بل ازددت قوة.. لأنك شعبٌ تنامى على الخير والمكرمات فحق لك الآن أن تنتصر. يا أيها الشعب الذي لايخون تراباته وتاريخه وثوراته ودستوره وإنجازه الوحدوي الكبير ثق أنك الآن أكبر من كل حقدٍ دفين انتفض الآن من وحله ينفث فينا سموم العداء.. وثق أنك الآن تفضح كل الوجوه الضعيفة وهي تبيع خياراتها, وهي تبيع قناعاتها لشرذمة الغدر والامتهان. ثق أنك الآن تمضي على الدرب مخضوضر الفكر والحس والوعي لايخدعنك وهم الأباطيل وليس بمقدور فوضى تشب هنا أو هناك بأن تسلب الأمر شوراه وشرعيته لأنك وحدك وبنهجك الديمقراطي المتحضر خيارك في حكم نفسك بنفسك، من تستطيع هدم عرش وتبني عروشاً.. فهل غاب عن فهم نفر قليل أنك ياشعب تملك وعياً بحجم انتصارات هذا الوطن, وتملك أمرك بين يديك؟ فمن يملك الحق في أن يكون وصياً عليك؟ وأنت ابن أمجاد فكر عريق؟ فيا أيها الشعب في كل أرض السعيدة اسمع نداء الوطن. من جاءك اليوم يبغي رجوعك للقهقرى.. سوف ينال من ثورتك وأهدافها وجمهوريتك ودستورها ونظامها وشرعيتها وديمقراطيتك ومن نهجها ومن وحدتك وإنجازها ومن قائدك وإخلاصه لهذا الوطن ومنك يا أيها الشعب على وجه الخصوص لأنك من تقف في وجهه بوعي كبير لتحمي الوطن.. وهذا ندائي إليكم جميعاً بني تربتي ليصحو الجميع على صوت قائد المسيرة: لبيك يايمن. ومن جاءك اليوم يهدم كل الذي أنت شيدته من منجزات أنّى له أن يصنع لك من هدمه حاضرَك مستقبلَك فاحذر فقد تذاءب الراهب والإرهاب حواليك والليل والأذناب.. وكن الشعب اليماني الذي يزهو به التاريخ في كل العصور.. وختاماً أجبني أيها الشعب الأصيل: - هل بضعة أصوات تنطلق من هنا أو هناك بيدها تقرير مصير أمة ووطن؟ - وهل من يتمرد على الثورة والنظام الجمهوري والشرعية الدستورية ومثله من يعلن فوضاه من أجل الانفصال: هل مثل هذا مؤتمن على مستقبلك؟ - وهل من يريد الإصلاح والتغيير يجنح للانقلاب على منطق العقل والقانون والحوار وصولاً إلى معالجة كل مشاكل الأمة؟ أيها الشعب اليماني البطل آن الأوان لكي نقول جميعاً: لا للفوضى.. لا للوصاية على الشعب.. نعم للوحدة والحوار.. والوطن أمانة في أعناقنا جميعاً.