يقال إن اليمن سميت بهذا الاسم لعدة أسباب منها أنه وجد في الكتابات السبئية القديمة ذكر اليمن بلفظ “يمنات” وكذلك لأنها بلاد اليمن والبركة، ولوقوعها يمين الكعبة المشرفة، وقد وصفت في عدد من الكتب القديمة والتاريخية باليمن السعيد، لطبيعتها الخلابة، وأرضها الخصبة التي باركها الله، وتعدد حضارتها، فكانت نقطة تجمع وانطلاق الهجرات البشرية، وهي أصل العرب، واليمنيون هم أول من تكلم العربية، وهم أنصار خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم. إذ يقول عنهم رسول الله من حديث أبي هريرة: “أتاكم أهل اليمن هم أرق أفئدة وألين قلوباً، الإيمان يمان والحكمة يمانية، والفخر والخيلاء في أصحاب الإبل، والسكينة في أهل الغنم”، وفي الحديث الصحيح الذي كره الألباني يقول النبي صلى الله عليه وسلم: “نعم القوم الأزد يعني اليمن طيبة أفواههم، برة أيمانهم، نقية قلوبهم”، وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الأزد أسد الله في الأرض يريد الناس أن يضعوهم، ويأبى الله إلا أن يرفعهم، وليأتين على الناس زمان يقول الرجل يا ليت أبي كان أزدياً، يا ليت أمي كانت أزدية”. فأهل اليمن موصوفون بالحكمة والفقه، وباللين ونقاء القلوب، وبالترفع عن الصغائر، مهما حاول الناس أن يحقروهم أو يذلوهم، وما ينطق نبينا عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى. وهذه التزكية من الله تعالى تتطلب في الوقت نفسه من اليمنيين التمسك بلين القول وترك القسوة لأنها مدعاة للفرقة والتشتت واختلاف القلوب، قال تعالى:«فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك» (آل عمران: 159). ومن أعظم مظاهر اللين الاستعداد الدائم للحوار الجاد، والاستماع للآخرين بقلب مفتوح، وبدون اتهام أو تخوين أو توظيف الاختلاف لضرب الأطراف بعضها ببعض، حتى تسير سفينة اليمن إلى بر الأمان، قال تعالى: “ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين” (الأنفال/46)، فالتنازع المفضي إلى الاختلاف مدعاة للفشل، وذهاب القوة، وتعميق التباعد والتباغض، وهذا ينافي حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي رواه ابن أبي شيبة والطبراني والحاكم بقوله: “إن ما تكرهون في الجماعة خير مما تحبون في الفرقة”، وفيه دعوة إلى التبصر وضبط النفس وعدم التسرع في الاستجابة للضغوط التي تتبرم من الواقع، وتقبل على الشكوى أكثر مما تبحث عن البدائل والحلول، وكثيراً ما يتمثل الحكماء في مثل هذه الأحداث قول الشاعر: عتبت على عمرو فلما فقدته وجربت أقواماً ندمت على عمرو وفي ظل هذه الأزمات، وتكرار دعواتنا إلى علماء وحكماء اليمن، لتطبيق تعاليم ربنا ونبينا بالوحدة والتآلف والتآخي في إطار البيت اليمني الواحد، وإذا بأحد الدعاة الجدد المأجورين، ليس له في الأزمة اليمنية ناقة ولا جمل، يدسّ أنفه فيها، ويدلي بدلوه، فيا ليته قال خيراً أو صمت، إذ به يأمر بالمنكر من خلال دعوته للشقاق والتمزق، وينهى عن المعروف من خلال ترك الوحدة والتآخي، دعوة على غير ما جاء به ديننا الإسلامي الحنيف، وهو يدلس على الناس بلباس التقوى بينما يدعو في كلماته ونبراته إلى الجاهلية الأولى، ووجهه يتمعر غيضاً وحنقاً على اليمن وأهلها، ولسانه يفيض بذاءة على رموزها، ولكن ذلك ليس غريباً عليه فله من اسمه نصيب، سواد طرق سويداء قلبه فكان “طارق سويدان”، وهو معلوم لكل عامل وعالم فقد صار في السنوات الأخيرة فارس الإعلام، ويخوض في كل فن، و يهرف بما لا يعرف، رغم أن تخصصه بعيد عن الشريعة الإسلامية بُعد البترول عن سطح الأرض، وقد قيل قديماً من تكلم في غير فنه أتى بالعجائب، فهو تارة قصاص للسيرة ،وتارة عالم دين، وتارة مدرب في القيادة وعلوم الإدارة، وآخر تقليعاته محرض سياسي عبر قناة فضائية خاصة!؟ فهل هذا عالم يحترم نفسه؟! أمثل هذا يؤخذ منه أو يستمع له؟! أهذه أخلاقيات الإسلام التي يتشدق بها في كل منبر ورسالة؟! فعلاً إنه زمن العجائب!! وزمن الدعاة على أبواب جهنم!! ولكن كما يقال: الحكمة ضالة المؤمن، ونحن في بلد الإيمان والحكمة، لا نسمح لدخيل أن يعكر صفونا وتآخينا، وينفث سمومه وحقده ليشق وحدتنا وأمننا، فقد قال عنا نبينا الكريم من حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه: “أهل اليمن أرق قلوباً وألين أفئدة وأنجع طاعة” حديث حسن: رواه أحمد (4/154) وقال الألباني في صحيحه (1775):حسن. أي أننا أسمع وأطوع للحق بسهولة ويسر بخلاف غيرنا، قال الإمام أيوب بن القرية رحمه الله وقد سئل عن أهل اليمن:”هم أهل سمع وطاعة ولزوم للجماعة”. وهي دعوة لعلماء وحكماء اليمن نقول فيها: نحن بحاجة إلى مواقفكم، وإلى أصواتكم الوحدوية الصادقة، ولأخذ مكانكم التاريخي فأنتم ورثة الأنبياء، ومرجعية الأمة، فالشدائد تبرز معادن الرجال، وسلامة اليمن وأهلها أمانة في أعناقكم فليس بالفوضى، وإشاعة الخوف، وفتاوى الحاقدين، تؤخذ الحقوق، وتبنى الأمم. باحث في التنمية الإنسانية