استضافتني قناة عدن الفضائية مؤخرا للحديث عن مرحلة الذهاب من دوري الدرجة الأولى لكرة القدم، وخلال اللقاء حاولت استغلال الوقت المتاح والفضاء المفتوح للحديث عن ما مر من دورينا بحسب قدراتي ووفق متابعتي والمعطيات التي توفرت لدي.. وخلصت في حديثي إلى أن ذهاب دورينا كان ضعيفا في كل شيء(!!!)، مع تمنياتي أن يشهد الإياب حالة أفضل بعد أن تكون الفرق استخلصت دروس التقصير من مرحلة الذهاب التي تستغل دائما عند اغلب الفرق للاستعداد الجدي للبطولة الموعودة بإثارة كبيرة في رحلة العودة على مستوى التنافس الرقمي بحثا عن نقاط تقود كل فريق إلى تحقيق هدفه المنشود. ومن جملة الأسباب المساهمة في ضعف دورينا التي أوردتها في اللقاء المتلفز هو غياب النقل المباشر للمباريات من الملاعب، وغياب البرامج المصاحبة للبطولة من استوديوهات تحليلية وبرامج تفاعلية لتحليل أداء المدربين والحكام وكذلك الإعلام الرياضي المقروء، هذا بالإضافة إلى عوامل أخرى تتعلق بالماديات والمال والتخطيط والإدارة. واجد نفسي مرغما هنا للحديث عن النقل التلفزيوني مرة أخرى، وعن الإعلام الرياضي المرئي بشكل عام الغائب عن الاهتمام بالرياضة عموما وكرة القدم خصوصا واستغرب كيف لبلد أهله يمارسون الرياضة منذ أكثر من 110 أعوام ليس له قناة رياضية متخصصة، وكيف لتلفزيون يحتل مركز الصدارة من حيث التأسيس على مستوى المحيط العربي ليس له قناة متخصصة في متابعة الرياضة.. بل كيف لتلفزيون بهذه العراقة ليس له حتى برامج رياضية حية ومواكبه؟! وكيف له أن يظل بعيداً عن الاهتمام بالرياضة وكرة القدم تحديدا مع أنها من عوامل جذب المشاهد وخصوصا فئة الشباب واليافعين؟!. إن الإعلام بصفة عامة والنقل التلفزيوني خاصة هو الذي يصنع النجوم وهو الذي يساهم في زيادة الاهتمام الجماهير باللعبة، وبالتالي فان النجوم هي التي ترغب أهل المال على دعم الرياضة سعيا منهم للوصول إلى أعرض قاعدة من المستهدفين.. كما أن النقل التلفزيوني يرفع من دخل القناة التلفزيونية بالإعلان ويساهم في زيادة جمهورها.. وبالتالي فإن اقتصاداً جديداً ينشأ من الاهتمام الإعلامي بالرياضة هو الاقتصاد الرياضي الذي لم يستغل في بلادنا بعد. أقول هذا وأنا وكل عشاق كرة القدم والرياضة اليمنية بشكل عام نتمنى أن نرى إعلامنا الرسمي وهو يهتم بالرياضة ولتكن البداية من خلال نقل الدوري اليمني مباشرة من مختلف الملاعب على طريق تأسيس قناة متخصصة بالرياضة.. لأن لا رياضة ولا تطور لكرة القدم اليمنية بدون النقل التلفزيوني. وكمتابع لا يعنيني الخلاف بين التلفزيوني والاتحاد اليمني لكرة القدم بخصوص حقوق النقل، وطالما الحكومة هي التي تدفع مخصصات البطولة فإنها قادرة على إيجاد حل لهذه المسالة من خلال تحمل التلفزيون مهمة النقل للمباريات وتحديد مساحة زمنية أثناء نقل المباريات ليستغلها الاتحاد اليمني لكرة القدم في جلب معلنين بالإضافة إلى إعلانات الملاعب. [email protected]