يبدو أن أحزاب اللقاء المشترك لم يعد لديهم مايكفي من الأوراق السياسية لمواجهة الحزب الحاكم (المؤتمر الشعبي العام) بعد استخدام كل الوسائل الديمقراطية وغير الديمقراطية وغير الأخلاقية ابتداءً من التهريج وصناعة الأكاذيب ونشر الشائعات وانتهاءً بانتهاك الأعراض والتهديد بالزحف لغرف النوم والتقطع في الطرقات والقتل وتصنيف المخالفين لهم ضمن القوائم السوداء وقطع الألسن وانتهاك للحريات داخل ساحات الحرية المزعومة وبذلك اثبتت هذه الأحزاب أنها أحزاب فاشلة سياسياً وأخلاقياً وليس لديها مصداقية حقيقية وشعبية جماهيرية ولم يعد لديها من خيارات سوى خيار العمليات الانتحارية وذاك عبر التغرير ببعض الشباب الساذج للقيام بالاعتداء والتخريب للمقرات والوزارات الحكومية وإشعال الإطارات وتكسير الأعمدة الكهربائية والدعائية في الشوارع العامة وأخيراً الدعوة للزحف نحو القصر الجمهوري وللأمانة فإنه ليس من الغريب أن تصدر مثل هذه الدعوات من قبل هذه الأحزاب وذلك بسبب أن تاريخ هذه الأحزاب تاريخ غير مشرف وسيء للغاية , وهي عبارة عن أحزاب جمعتها المصالح النفعية والعمالة للخارج والعداء للوطن والخداع للمواطن ومن ضمن المخدوعين أولئك الشباب المساكين المرابطون في الساحات الذين أوهمتهم هذه الأحزاب أنهم ابطال وأنهم ثوار وأنهم في ميدان الجهاد ولذلك ليس من الغريب كذلك أن تتبنى هذه الأحزاب المشاريع الانتحارية وتخترع صناعة الموت على الطريقة الإسلامية والفضل في ذلك للمشايخ من أصحاب الفتاوى السريعة في هدم الشريعة الذين افتوا منذ زمن بعيد بجواز قتل المسلم نفسه!! وذلك نكاية بالكفار ووجوب الاعداد والتدريب العسكري للجهاد ضد حكام المسلمين والمرتدين والطواغيت حسب منهج وأدبيات هذه الجماعات التكفيرية القطبية ,ولم يكتفِ هؤلاء المشايخ الضلال بتسويق مشاريعهم الأسبوعية والشهرية والسنوية وفرش العمائم بعد كل خطبة جمعة أمام المصلين وتحويل المساجد إلى مراكز تجارية ,بل تعدى الأمر إلى التسويق للمشاريع الانتحارية في الداخل والخارج ومن تلك المشاريع مشروع شهيد! ومشروع الزحف ومشروع الاقتحامات ومشروع قنص العساكر ومشروع المسيرات العنيفد والمثير في موضوع المشاريع الانتحارية هو تقديم الشباب في المسيرات والاقتحامات ووضعهم في مواجهة قوات الأمن. غياب مشائخ وقيادات أحزاب اللقاء المشترك المكتفين فقط بتوجيه التعليمات والأوامر للشباب المغرر بهم والتصريحات النارية للقنوات الفضائية من داخل بيوتهم وقصورهم الآمنة , والمثير للرحمة والشفقة على هؤلاء الشباب تعرضهم للاستغلال السيء والخداع من قبل هذه الأحزاب التي أوهمتهم أن المسألة مسألة وقت بمعنى أن الرئيس والحزب الحاكم سيرحل خلال يوم أو يومين, وأن الشعب معهم ولذلك لاتسمع من هؤلاء الشباب غير كلمة (إرحل) وكلمة الشعب يريد اسقاط النظام ومن خلال جلوسي ومناقشتي لبعض الشباب والكبار منهم اتضح لي أنهم يعانون من التصحر العلمي والمعرفي ولايفهمون آداب الحوار وفن الإقناع وليس لديهم حجة أو برهان شرعي صحيح يجيز لهم هذه الأفعال الخارجة عن الأدب والقيم والمبادىء الإسلامية الداعية للجماعة ووحدة الصف وطاعة الحاكم المسلم ما لم يظهر الكفر البواح , والمصيبة العظمى والبلية الكبرى أن البعض من هؤلاء الشباب المتعصب ممن ينتسب لهذه الأحزاب لم يعد يتقبل أي كلمة أو رأي مخالف لقناعته الشخصية ولو كان هذا الكلام من كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وسبب ذلك يعود للتعبئة الخاطئة وعدم الاحترام لكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم من قبل القائمين والموجهين لهم في الساحات , ويتحمل وزر ذلك كله أمام الله يوم الحساب دعاة الإخوان المسلمين ومن إليهم من السروريين من «أدعياء السلفية الجديدة» الذين جعلوا العوام من الناس يرمون كتاب الله وراء ظهورهم وأصبح الملحدون أمثال «تشي جيفارا» هو من يقتدي به الشباب بوصفه زعيم الحرية في العالم ونصيحتي للشباب أن يتقوا الله في أنفسهم فلا يجوز قتل النفس المحرمة بدعوة الثورة والتغيير قال تعالى (ولا تُلقوا بأيديكم إلى التهلكة واحسنوا إن الله يحب المحسنين) البقرة آية 195 وقال تعالى (ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً ومن يفعل ذلك عدواناً وظلماً فسوف نصليه ناراً وكان ذلك على الله يسيرا) النساء آية 29 30. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من قتل نفسه بحديده فهو يتوّج بها في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبدا ومن تردى من جبل فقتل نفسه فهو يتردى في نار جهنم خالداً مخلداً فيها ابدا ومن تحسا سماً فقتل نفسه فهو يتحساه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها ابدا.. رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه.. وقال فضيلة الشيخ المفتي عبدالعزيز آل الشيخ: من قُتل في هذه المظاهرات قُتل في سبيل الطاغوت.. وكذلك نصيحتي ترك هؤلاء والابتعاد والتبرؤ منهم قبل أن يتبرؤا منكم قال تعالى (ويوم يعض الظالم على يديه يقول ياليتني اتخذت مع الرسول سبيلا ,ياويليتي ليتني لم اتخذ فلاناً خليلا) الفرقان آية 26 27 وقال تعالى (وقالوا ربنا إنا اطعنا سادتنا وكبراءنا فأظلونا السبيلا , ربنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعناً كبيرا) الأحزاب آية 66 67 . أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يجنبنا وبلادنا وبلاد المسلمين الشر والفتن ما ظهر منها وما بطن وسبحانك اللهم وبحمدك استغفرك وأتوب إليك.