تشير إحصائيات غير رسمية إن هناك الآلاف من مواطني بلادنا ومن معظم محافظات الجمهورية، يتجهون إلى الخارج لتلقي العلاج، وتحديداً مصر والأردن والهند، ووفق تقارير صحية صادرة من مستشفات حكومية، تنفق الدولة سنوياً ملايين الدولارات على هؤلاء المرضى، وإلى وقت قريب كانت ولا تزال أعداد كبيرة من المواطنين يقصدون الهند تحديداً للعلاج إلا إن الكلفة العالية للعلاج هناك، وتعرض بعض مواطنينا للنصب والاحتيال في الهند حد كثيراً من سفرهم إلى هناك واتجه معظم المرضى إلى مصر والأردن لتلقي العلاج في هاتين الدولتين الشقيقتين. وتطالعنا المواقع الالكترونية والصحف العالمية بين الحين والآخر عن شبكات عالمية تتاجر بالأنسجة والأعضاء البشرية، فقد كشفت مجلة (دير شبيغل) الألمانية عن وجود شبكة تبيع الأعضاء البشرية المختلفة في الهند إذ يحدث إن يدخل مريض إلى المستشفى لإجراء عملية جراحية معينة، فيخرج منها وقد فقد عضوين من أعضاء جسمه دون أن يعلم، أو ربما يحدث له مثل ما حدث لصديق لي جمعتنا معاً صفوف الدراسة، ثم سافر إلى الخارج طلباً للعمل، وعندما عانى من مرض (الفشل الكلوي) والغسيل أسبوعيا، قرر أهله نقله إلى الهند لزرع كلية له وتم ذلك بإشراف طبيب هندي مقابل مبلغ يساوي (6000) دولار؛ وعاد المسكين إلى مكان إقامته، وبعد شهر واحد فقط شعر بنفس أعراض الفشل الكلوي وظلت تلازمه؛ وبعد فحوصات أجريت له في مستشفى الثورة بصنعاء اكتشف المريض وأهله من خلال هذه الفحوصات أن مريضهم لم تزرع له أية كلية سليمة، وأنه لا يزال بكليتيه الفاشلتين، حالات كثيرة شبيهة بهذه الحالة تحدث دون علم المريض ولا المرافقين له. ومؤخراً تناقلت وسائل الإعلام الرسمية “ إن جهات أمنية ألقت القبض في صنعاء على وافد من جنسيه عربية أتهم ببيع الأعضاء البشرية في إطار عصابة خطيرة اتخذت من الأعضاء البشرية لمواطنين يمنيين محل تجارة وكسب مادي مستغلين حالة العوز والفقر الذي يعاني منه بعض المواطنين اليمنيين”. ومن خلال هذه الحالات يتجلى لنا مدى الجرم الذي يرتكبه هؤلاء ممن قست قلوبهم، وماتت ضمائرهم من أطباء وسفاحين مستغلين تلقائية بعض اليمنيين وثقتهم و طيبتهم بهدف كسب مال محرم ملطخ بدماء ضحاياهم؛ ولهذا نرى من كتب له العلاج خارج الوطن في الهند أو مصر أو أي دولة أخرى ودعته الضرورة القصوى للعلاج في الخارج اللجوء إلى سفارتنا في إحدى هذه الدول لترشد المريض ومرافقيه إلى أفضل الأطباء المتخصصين، والابتعاد عن أماكن سماسرة الأطباء الذين يتخذون من الشقق المفروشة موقعاً لإجراء العمليات الوهمية. إن الدولة تنفق سنوياً ملايين الدولارات لعلاج المرضى في الخارج، والأحرى التفكير جدياً في إنشاء مستشفى أو أكثر من مستشفى تخصصي في العاصمة صنعاء وعواصم المحافظات تتوفر فيها الإمكانات وأجهزه الفحص والكشف الطبي وأطباء مهرة من اليمنيين ومن خارج اليمن لمعالجة مرضانا الذين يتكبدون عناء السفر وتعرض بعضهم في الخارج إلى النصب والاحتيال، فما أحوجنا اليوم إلى هذه المستشفيات وهي منحى موضوعي هام لتطوير القطاع الصحي في بلادنا ..وكفى ! والله من وراء القصد... [email protected]