الحديث عن الفساد حديث عن الحياة بكل جوانبها السياسية والاقتصادية والدينية والاجتماعية والأخلاقية والمالية والإدارية وبما أن للفساد أنواع وأشكال طرق مختلفة يعد الفساد الديني العقائدي أخطر أنواع الفساد وذلك منذ الأزل وحتى يومنا هذا وبسبب هذا الفساد حُرفت أديان وضاعت مبادىء وقيم وسقطت دول وانتهت حضارات ومنها الحضارة الإسلامية التي تعرضت لهذا النوع من الفساد والذي كان وما زال ينخر في جسد الأمة الإسلامية حتى يومنا هذا وتعتبر الفرق القديمة المنتسبة للإسلام صاحبة الامتياز والتي انصهرت وتجمعت عقائدياً وفكرياً وسياسياً في عصرنا هذا تحت إطار ما يسمى بحركة الإخوان المسلمين ومن هذه الحركة السياسية الأم خرج حزب الإصلاح والذي بدوره جمع بين صفوفه جميع العقائد والأفكار المخالفة والمناهضة للعقيدة الإسلامية الصحيحة وتوج ذلك بتأسيس ما يسمى بتحالف أحزاب اللقاء المشترك وهو حلف لم يؤسس ولم يقم لنصرة المظلوم أو لنصرة الدين وحماية الوطن والتعاون على البر والتقوى وإنما قام على الظلم للوطن والمواطن والتعاون على الإثم والعدوان ونشر الحقد والكراهية للأغراض الحزبية والسياسية بين أفراد المجتمع وقد ضم هذا الحلف بين صفوفه كل الفرق والأحزاب والتنظيمات المتناقضة عقائدياً وسياسياً ومنهجياً وفكرياً وأصبح الجامع بينهم العداء الواضح والصريح للوطن والمواطن وللأنظمة والقوانين الشرعية والدستورية للبلاد ومع بدء التطبيق العملي لمفهوم الفوضى الخلاقة في بعض الأقطار العربية وإعادة تقسيم العالم العربي والإسلامي من جديد وبداية رسم الخطوط العريضة لما يسمى بمنطقة الشرق الأوسط الجديد بدلاً عن اتفاقية سايس بيكو الموقعة عام 1916م بين الدول العظمى سارع الإخوان المسلمون وإخوانهم المسيحيون والعلمانيون والماسونيون لتقديم الخدمات الخيانية لأعداء الأمة الإسلامية ومنهم الإصلاحيون المنادون برحيل القائد الوحدوي الرمز علي عبدالله صالح “حفظه الله” وإسقاط النظام السياسي القائم وذلك بحجة الفساد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد في سبيل الله وهم الفاسدون والمفسدون للبلاد والعباد وهم المنكر الذي يجب تغييره فهم قد جمعوا بين صفوفهم كل الأفكار والعقائد والمناهج والتوجهات والنزعات الهدامة للفرق المنحرفة في العصر الماضي والحاضر حتى صارت عقولهم وسلوكياتهم عبارة عن وعاء للأفكار الفاسدة للفرق الضالة عبر التاريخ الإنساني والإسلامي الماضي والحاضر ويكفي فسادهم من الناحية العقائدية إنهم يتلاعبون بالدين والبعض منهم ينكر السنة النبوية ويرد الأحاديث النبوية الصحيحة وخصوصاً منها ما يتعلق بطاعة ولاة الأمر من المسلمين ووجوب الطاعة وعدم التفرق ولزوم الجماعة والاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم وكذلك مودتهم لليهود والنصارى والتملق لهم والدعوة لوحدة الأديان والتحالف مع الرافضة ومع دعاة العلمانية وإلغاء عقيدة الولاء والبراء والأخطر من ذلك كله التحريف لدين الله وتسخير النصوص الشرعية للأهواء الحزبية والغايات السياسية وتكفير الحكام والمخالفين لهم واستباحة الدماء المعصومة واستحلال المحرمات الشرعية والواقع خير دليل وشاهد ومن الناحية السياسية يكفي كذلك أنهم لم يسيروا وفق السياسة الشرعية بل ساروا وفق السياسة الماسونية الشيطانية وشعارهم في ذلك الغاية تبرر الوسيلة والكذب والتلبيس على الناس والتلون بجميع الألوان وهذا يسمى في الشريعة الإسلامية “النفاق الخالص” ومن روائح الفساد الاخواني التي أزكمت الأنوف من خلالها النصب والاحتيال والتصيد لأموال الناس بدعوى الاستثمار الإسلامي والربح الحلال وكذلك ما يشاع حول مصير أموال التبرعات الخيرية والتي يتم جمعها من الداخل والخارج بشكل دائم من المحسنين وفاعلي الخير بدعوى دعم أبناء الشعب الفلسطيني والأيتام والأرامل والمساكين والمحتاجين وغير ذلك وحتى لا ننسى فإن الفساد الموجود في بعض المرافق الخدمية هو في حقيقة الأمر لم يكن موجوداً إلا بعد أن تولى الاخوانيون إدارة هذه المرافق مثال على ذلك التربية والتعليم والصحة والأوقاف والتموين والتجارة فقد دخلوا هذه الوزارات والمرافق وهم «حراف في حراف» وبعد ذلك أصبحوا وبقدرة قادر لديهم مدارس وجامعات ومستوصفات ومستشفيات خاصة بهم وأخضعوا جميع المساجد في الجمهورية لسياستهم الحزبية الخاصة وكذلك أصبحوا من كبار الموردين والمصدرين وتجار البلد وخلاصة هذا أنهم حولوا جميع الإدارات التي تولوا إدارتها إلى مراكز تجارية وأبقار حلوب تدر عليهم الأموال الكثيرة بغير وجه حق وعلى هذا فهم في حقيقة الأمر يشكلون سرطاناً وورماً خبيثاً في جميع مفاصل الدولة ودليل ذلك مانشاهده اليوم من تعطيلهم للتعليم تحت شعارات عديدة وكذلك تعطيل الحياة العامة في جميع المرافق التي يعملون فيها وخصوصاً منها المتعلقة بتقديم الخدمات للمواطنين وترك الدوام الرسمي والذهاب إلى الساحات والتحريض ضد الدولة ونشر الفتنة وممارسة جميع أنواع الفساد من رشوة وتزوير ومماطلة ولصوصية وإساءة للمواطنين وكل ذلك بقصد تنفير الناس وزرع الحقد والكراهية للدولة بين المواطنين وكذلك ضرب الأبراج الكهربائية والتقطع لناقلات البترول والديزل واختطاف السيارات ومعدات عمال النظافة والصيانة التابعة لعمال الكهرباء والمياه وكل مايمس تقديم الخدمات الأساسية للمواطنين ويبدو من هذه الأفعال التخريبية والإجرامية بحق الوطن والمواطن أن الخوارج من اللقاء المشترك بقيادة الاخوانيين صدقوا أنفسهم أنهم ثوار وأنهم فوق النظام والقانون والشريعة الإسلامية وجعلوا من هرطقات المعتوه طارق السويدان والزنداني وأشباههم من دعاة الفتنة والضلالة أساساً لقيام إمبراطوريتهم المزعومة والتي هي بلا شك موجودة في المجتمع وهي إمبراطورية الفساد الشامل وبلا حدود وسبحانك اللهم وبحمدك أستغفرك وأتوب إليك.