خلال السنتين الماضيتين كان التحرك التركي نحو سوريا، ونحو طهران“إيران” يشير إلى تطورات محمودة للسياسة التركية، وأن أردوغان بدأ ينهج بتركيا نحو التموضع الطبيعي كونها بلداً إسلامياً، وإحدى دول المنطقة وتربطها بالمنطقة أواصر الدين، والعلاقات التاريخية بين تركيا والعرب.. وقد هلل العرب والمسلمون لتلك المواقف التركية من العدو الصهيوني وحصاره لغزة، وكذا عدوان الصهاينة على غزة، واستنكاره لخطاب “بيريز” أمام مؤتمر دافوس وانسحب من المؤتمر معلناً أنه لن يعود ثانية إلى مثل هكذا مؤتمر. لكن لا ندري لماذا، وكيف اضطربت مواقفه خلال هذا العام بحيث انحسر تواصله مع إيران، ولهجته من الأحداث الإرهابية في سوريا وتطابقه مع المواقف الأمريكية الغربية والصهيونية، مع أنه مازال على موقفه من الصهاينة حيث طلب اعتذار الصهاينة، ودفع تعويضات لأسر الشهداء الأتراك الذين قضوا في السفينة مرمرة إثر العدوان عليها من قبل الصهاينة، وهدد برفع القضية إلى المحكمة الدولية، وأوقف الاتفاقات والعلاقات الصهيونية التركية مع العدو الصهيوني ويطالب بفك الحصار عن غزة، وأكد ذلك في زيارته لمصر في الجامعة العربية.. داعياً العرب إلى نصرة الفلسطينيين للاعتراف بدولتهم من قبل الأممالمتحدة، كل هذا جميل ورائع لكن حكاية موقفه من سوريا وخوفه على السنة من العلويين غير مقبول.. وإذا كان يهدف إلى أن تكون تركيا ذات دور فعال في المنطقة، وترغب في دور ريادي عليه أن يكون شريكاً في المنطقة، دون التفكير في الهيمنة والتحكم في الإقليم، والشراكة تتطلب استمرار الموقف التركي من الصهاينة، وأن يواصل التواصل مع سوريا، وإيران، ومصر ولبنان لتحقيق الشراكة الفعلية، والتي تتطلب أيضاً انسحاب تركيا من حلف الأطلسي، وتسعى لتحالف عربي إيراني تركي يحقق للمنطقة أمنها واستقرارها، ونموها، وتطورها، والنصرة الفاعلة للشعب العربي الفلسطيني وتبني دور إنساني لتحقيق الأمن والسلام الدوليين. لكن أن يفكر “أردوغان” بالهيمنة والتحكم في بلدان المنطقة.. فذلك غير المنطقي، والموضوعي لأن دول المنطقة يصعب أن تتقبل أي هيمنة أو تحكم وعليه فأردوغان مطالب بأن يعود إلى سيرته الأولى نحو إيرانوسوريا، والإيمان بالشراكة بدلاً من الهيمنة والتحكم، ومصلحة “تركيا” في المنطقة وليس مع الأطلسي.