« وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْد َرَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ» صدق الله العظيم . أمي زغرودتك وثيقة شهادتي الزغرودة تحمل رائحة الوثيقة. وزغرودة الشهيد ذات دلالة اجتماعية تأصلت بالذات في الأم اليمنية، حيث ارتبطت شهادة فلذة كبدها بالنصر، فأصبح «عريساً» للأرض، ولا بد أن يكون في ذلك الخصب والفرح. هكذا ودعتني يا من علمتني الشُموخُ الذي يسكنُ قَلبَكِ.. وعشَّشَّ في وُجدانِكِ، فالجنة تحت أقدامك والزغرودة في فمك.. فقومي يا أمي واحملي لقب أمَّ الشهيدِ، وتسلَّحي بسلاحِ الإيمانِ اليماني والبسمَةِ اليمنية ، وتَوِّجِي جَبِينَكِ العَالي بتاجِ النصر بعد أن أدخلتني الجنة من تحت قدميك وأنت تروحين وتجيئين في حقول بلادي ترددين الوطن يا أبنائي أمانة في أعناقكم .. وبيديكِ هَاتَينِ صَنَعْتِ الفَتحَ بين دفتي خبزك الشهي، وأذبتي الشّجاعَة في فنجان القهوة.. فَحصدْتِ أجملَ ثمرَةٍ.. ثَمرةَ العِزِّ والشُّموخْ. لقدْ قَدَّمْتِ برُوْحِكِ وعقلِكِ وَوُجدانِكِ أجْمَلَ قصة وطنية لأولادي.. زَغرِدِي أمَّ الشّهيدْ.. فَلمْ أكن إلاّ قِنديْلاً أنَارَ ظُلمَةَ الطَّريق، ولمْ أكُنْ إلاّ سَيفاً مَسلُولاً قَطَعَ رقَابَ المارقين الخارجين عن الصف ليرْفَعَ علم الوطن عَالِياً مُرَفرفاً في سَماءِ اليمن.. زغردي أم الشهيد.. أيتها المرأة اليمنية ودعيني أصرخ في وجه من حرموني حضنك الدافئ: اصمتوا وعودوا جحوركم يا من سببتم الجراح لوطني، لا تشوه تاريخ أمي حفيدة بلقيس، فخبزها غمر الوطن دفئاً كثوبها الذي ملأ الدنيا حناناً، فأمي أم الشهيد وزوجة الشهيد وأخت الشهيد بعد أن عانقت الموت فداء لوحدة اليمن وأمنها وشرعيتها واستقرارها، وأمي تلك المرأة اليمنية الصابرة الصارخة في وجه الفاسدين الرافضة لأنصاف الحلول، لم تذقني خبزاً ملوثاً بالحرام والعمالة والارتزاق بل أطعمتني عشق اليمن، فأنا الآن أعيش بين شرايينك يا أمي، لذا زغردي أم الشهيد يا حفيدة بلقيس فكُلُنا أبنَاؤُكِ أُمَّ الشّهيدْ.. فمَا أنْتِ إلاّ شجرة بُنْ شامخة صامدة تتَحَدّى كُلَّ المناخات. زغردي أم الشهيد ورددي معي قصيدة محمود درويش: أحنُّ إلى خبزِ أمّي وقهوةِ أمّي ولمسةِ أمّي وتكبرُ فيَّ الطفولةُ يوماً على صدرِ أمي وأعشقُ عمري لأنّي إذا متُّ أخجلُ من دمعِ أمّي.