الزنداني اسم يتردد في الكثير من الوسائل الإعلامية وعلى ألسنة الكثير من الناس وخصوصاً في هذه الأيام التي فضحت الكثير من السياسيين بمختلف انتماءاتهم السياسية والحزبية والدعاة بمختلف مدارسهم وعقائدهم المختلفة، ومن ضمن هذا الصنف المفضوح هو ما يسمى بعلماء ودعاة الصحوة الإسلامية التابعين للإخوان المسلمين ومنهم عبدالمجيد الزنداني الذي لم يعرف عنه طلب العلم الشرعي سوى في اليمن أو في مصر أو في أرض الحرمين وغاية علاقته بالعلم هو بعض اللقاءات مع بعض الدعاة في الدول المذكورة. وحسب سيرته الذاتية فهو صيدلي درس الصيدلة في مصر وقد أمضى حياته متنقلاً بين اليمن ومصر والسعودية ثم سافر إلى أفغانستان للقتال ضمن المقاتلين «المجاهدين» العرب المدعومين من قبل الاستخبارات الأمريكية، وبعد دحر الجيش الأحمر السوفيتي رجع الكثير منهم إلى أوطانهم ومنهم الزاندني الذي كانت عودته لليمن تمثل بداية جديدة للصراع السياسي الدموي وإعلان الجهاد المقدس ضد من أسماهم آنذاك بالمرتدين والملحدين الشيوعيين في اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني في جنوب الوطن قبل إعادة تحقيق الوحدة وبعد إعادة تحقيق الوحدة في 22 مايو 1990م واختيار النهج الديمقراطي والتعددية السياسية والحزبية والانتخابات النيابية كمنهج سياسي للتداول السلمي للسلطة تم الإعلان عن تأسيس الكثير من الأحزاب السياسية في البلاد، وكان من ضمن هذه الأحزاب الحزب الإخواني في اليمن تحت مسمى «التجمع اليمني للإصلاح» الذي يعتبر الزنداني الأب الروحي لهذا الحزب وما تفرع عنه من تنظيمات إرهابية منذ التأسيس وحتى يومنا هذا. ومن خلال القراءة السياسية والدينية والفكرية والتقويم الواقعي والصحيح لهذه الشخصية نجد أنها شخصية تجيد التلون والمكر والخديعة واللعب بعواطف وعقول الآخرين ونكران الجميل وبيع المبادئ والقيم، والأشد من ذلك التلاعب المفضوح بالنصوص الشرعية وذلك للمصالح السياسية والحزبية وجعل القاعدة الشيطانية «الغاية تبرر الوسيلة» منهجاً وطريقة للتعامل مع الآخرين، وكذلك التناقض الصريح ما بين الحين والآخر في الأقوال والأفعال ومن تلكم التناقضات المعروفة للقاصي والداني قوله بتكفير بعض التيارات السياسية وتكفير الديمقراطية وتحريم الحزبية والانتخابات البرلمانية، وكذلك تحريم الخروج على ولي الأمر وسفك الدماء والتنازع بين المسلمين، ثم انقلبت الفتوى وأصبحت الكفريات والمحرمات في الأمس القريب من الأمور المباحة بل والواجبة على كل مسلم ومسلمة. وما نراه اليوم من فوضى وتخريب وسفك للدماء المعصومة ماهو إلاَّ نتيجة طبيعية للفتاوى الضالة من قبل أدعياء العلم وأشباه طلبة العلم المتخرجين من الأوكار والدهاليز الإجرامية والإرهابية وعلى رأس هذه المحاضن والمنابع التكفيرية والإرهابية ما يسمى بجامعة «الإيمان»، وفي المقابل وفي تناقض صارخ وغريب نرى الزنداني يدعو إلى وحدة الأديان وترك الحقد والكراهية لليهود والنصارى والاستهزاء بالتراث الإسلامي «منهج السلف الصالح” والترحيب بالمبادئ الغربية الهدامة وغير ذلك الكثير من صور الانحرافات السياسية والدينية والفكرية التي لا يتسع المجال لذكرها.. وسبحانك اللهم وبحمدك أستغفرك وأتوب إليك.