لاشك بأن الرئيس المنتخب الأخ عبدربه منصور هادي والمسنود بالشرعية الشعبية سيواجه العديد من المشكلات والعقبات الكأداء والعراقيل الشائكة بغرض إجهاض مشروعه النهضوي والحضاري المتمثل في تثبيت منظومة الأمن والاستقرار, ومعالجة الأوضاع الاقتصادية المحتضرة.. والاتجاه العملي في بناء يمن جديد تتوجه قيم الحرية, والعدل والمساواة.. يتناغم وينسجم تماماً مع مبادئ وأهداف الثورة الداعية إلى إرساء وترسيخ الدولة المدنية الحديثة, دولة المؤسسات والقانون الذي على أساسه تم انتخاب عبدربه هادي كرئيس للجمهورية اليمنية. ماإن بدأ هذا الرئيس الذي اشفق عليه كثيراً من تنفيذ البروتكول الرئاسي الخاص بتدشين ماقبل التنصيب, وأقسم اليمين المتعارف عليه تحت قبة مجلس النواب الذي قال لي صاحبي: إن هذا المجلس النيابي بكل من ينتسب إليه أصبح فاقداً لشرعيته.. في غضون فرحة الشعب المشدود نحو الفضائيات التي تناقلت أداء اليمين للرئيس الجديد.. وإذا بالانفجار- المجزرة- يطغى على هذا الابتهاج ويعكر صفو أجواء المراقبين لهذا الحدث التاريخي الهام.. لكأنه مقصود باعتباره تزامن مع أهمية نشوة الفرحة, لغرض مصادرتها.. وتشويه اللوحة الديمقراطية الجديدة التي ذهب ضحيتها العديد من إخواننا المرابطين في القصر الجمهوري بمكلا حضرموت..!! إنها لإحدى الكبر!!. قال لي صاحبي: إن جريمة قصر حضرموت الشنعاء التي قتلت بدمٍ حاقد وخبيث, ونفس أمّارة شريرة العشرات من شهدائنا الأبرياء تعد الأولى في بداية عهد الرئيس هادي.. ونخشى أن تكون هذه الحلقة الإجرامية القاتلة البشعة ضمن المسلسل التخريبي الإرهابي الآتي من بين مخرجات الماضي المعروف عنه إبداع واختلاق هذه السيناريوهات المتبعة ظناً من هؤلاء عرقلة وتشويش لمسار الثورة والعهد الجديد.. قلت لمحدثي: إن تنظيم القاعدة- الشمّاعة- للأنظمة الفاسدة والفاشلة أثبتت التجربة أنه لايخدم إلا الأجندة الديكتاتورية المرفوضة, التابعة لمن تبنّى ورعى, وموّل هؤلاء القتلة تحت أي مسمى كان.. وإن مخلفات مامضى وانقضى يعاود اللعب بورقة- الإرهاب والقاعدة- آملاً في استعطاف من لايرى إلا مصالحه وتنفيذ استراتيجيته وفقاً لرؤيته المتقلبة والمتذبذبة.. فهل ماحدث سيتكرر ثانية؟ نتمنى على الله أن لايكون. السؤال الذي يفرض نفسه ونحن نعيش هذه الأيام ونقف على عتبات عهد جديد.. مفعم بالتراكمات, والاحتقانات, وتصفية الحسابات هو:هل ستراجع القوى التي رفضت شعبياً أرقام تاريخها الدموي الرهيب خلال ثلاثة عقود من الحروب, واختلاق الأزمات, ونهب ثروات الأمة, أم أنها ستخرج من بوابة الشرعنة لتدخل علينا من النافذة.? وهل بمقدور الرئيس الجديد أن يعيد لليمن أرضاً وإنساناً قراره السيادي الكفيل بتحقيق أهداف الثورة الداعية إلى إسقاط النظام, وبناء يمن الحرية والعدالة, والاستقرار رغم أنف الضغوطات? نأمل ذلك. “وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون”.