أوقفوا هذه اللعبة القذرة.. إننا على مفترق طرق أكثر خطورة. لا داعي لاستمراء لعبة النفاق “الوطني” على طريقة “إلاّ الوطن”، برأي صاحب الرأي الرصين الزميل الصراري. أخاطب الوحدويين الجدد الذين لم يرضعوا من الوحدة إلا فوائدها “وفيدها”، أما فواجعها وتضحياتها فهي ليست لهم ولا هم أهلها..! لا تخدعوا الناس بكتابات التحريض واستثارتهم على بعضهم، فأبناء الجنوب والشمال ليسوا أعداء، وقد كانوا موحّدين قبل الوحدة على عكس ما بعد إعلانها الصوري بين النظامين البائدين في صنعاء وعدن. علينا أن نبحث عن الأسباب.. ونعرف من الذي فرض خيار فك الارتباط عند الجنوبيين؟ وإذا كنا قد فشلنا في إقامة وحدة جاذبة فعلينا ألا ننتظر فرض وحدة قسرية على الجنوب، فبذلك قد يأتي يوم نفقد فيه ليس الجنوب فقط، ولكن ربما صعدة، أو تعز، أو مناطق أخرى. العجيب أن البعض يستنكر النتائج ويحمل وزرها أبناء الجنوب، دون أن يبحث في المقدمات والأسباب.. والأكثر عجباً أن هذا البعض غالباً ما ينظر إلى فشل الدولة الوحدوية والمشروع الوحدوي برؤية قصيرة تحمل أبناء الجنوب وزر هذا الفشل.. وهي رؤية، في قياسات المنطق، مضللة ومرفوضة شكلاً وموضوعاً. لا تخدعوا أهلنا في الشمال بالتعبئة والتحريض الخاطئين.. فقد خدعتموهم كثيراً ودفعتموهم أكثر إلى المحارق: خدعتموهم بالتطبيل والتزمير لحرب 94م.. وخدعتموهم في الانتخابات الرئاسية الكاذبة، الأولى والثانية والثالثة، وكنتم أكثر المطبلين.. ثم خدعتموهم أثناء حروب صعدة الستة.. وأخيراً خدعهم البعض مع اندلاع ثورة الشباب السلمية، ولايزال يمارس لعبة الخداع والكذب حتى اليوم. ليتكم فقط تخافون الله في هذا الوطن..! وتواجهون الأسباب الحقيقية لما وصلنا إليه حتى ننجو جميعاً في الجنوب والشمال. ولسنا بحاجة لإنتاج زمن “الوحدة عُمدت بالدم”، و”الوحدة أو الموت” فالموت لا يقيم وحدة ولا يحميها - كما قال د. عبدالملك المتوكل - الموت يصنع الخراب ويورث الأحقاد ويمزق الأوطان، وعلى أشلاء شعوبها يرقص الشيطان. لسنا بحاجة إلى خديعة أخرى تذهب بنا إلى حروب جديدة ونكبات وكوارث جديدة؛ فالوحدة سلام وعدل ومساواة، وأبداً هي لا تشبه الموت ولا تشبه الدم. ولن ننعم بالاستقرار، أو ننجو من لعبة الموت، ما دام بيننا من لايزال يعتقد أن “الوحدة” لونها أحمر..!!