الغش أول وأبرز علامة على ضياع القيم وتدهور أخلاق الشعوب ومن ثم ضياع مكانتهم وكرامتهم وحقوقهم.. لدينا مساعدات تأتي من الخارج من دول مانحة تعطينا «صدقة» لأننا عجزنا عن إطعام أنفسنا وأهلنا، نتيجة لخيبتنا وتخلفنا بسبب أزمة السلطة المستفحلة من يوم تحولت إلى أسرية ووراثة وبطنين وظهرين بلا عقل ولا قلب ولا رشد، ساعد في ذلك غياب الوعي وضعف الأخلاق المرادفة للاستبداد وغياب الحرية التي تغيب معها التنمية والحضارة، ولذلك نرى من يسرق كل شيء حتى الصدقات التي تسمى منح مجازاً، يسرقونها عيني عينك، وبصورة تكشف مدى الدناءة التي يتمتع بها البعض، ووصل الأمر بهم إلى تبديل منح الدقيق من دول «الخواجات» وهو دقيق صافٍ ونظيف للبشر بدقيق تالف «مسوس» لا يصلح حتى للماشية، ولو أن أحدهم أعطاها للكلاب هناك لقدم للمحاكمة بتهمة الغش والخيانة وتعريض حياة الكلاب للخطر. هؤلاء المجرمون قليلو الدين وعديمو الضمير والإنسانية «.........» يبيعون الدقيق الصافي والنظيف الذي قُدم صدقة وإحساناً لإخوانهم المحتاجين واستبدلوه بدقيق يمنع تقديمه للكلاب، فهل هان الإنسان اليمني على أخيه إلى هذه الدرجة بدلاً من أن يكون عوناً له وعينا ؟؟. هذا النوع من الدقيق يجب أن لا يصرف ويجب أن لا يقبله الناس والمفترض أن يأخذوه ليس للاستخدام بل لتقديمه دليلاً على جريمة يكون السكوت عنها جريمة أكبر، لأننا نشجع هؤلاء السفلة على التمادي والإضرار بالناس وقتلهم بالحركة البطيئة. لابد أن تشكل لجان شعبية للتواصل مع الجهات المسئولة والمانحة لنصل إلى الأنذال، ونعرف مصدر الجريمة، وهناك محامون ومنظمات حقوقية مستعدة أن تقاضي حتى الدول المانحة إذا كانت مصدر الغش، مع أنني أثق أن الجريمة محلية وأن الواطين كثيرون.. فرخهم الفساد كلقطاء في كل زغط وموقع. السكوت جريمة والحاضر يبلغ الغائب والحاذق يبلغ السخيف، وإلا على نفسها جنت براقش، وتستاهلوا مايقع بكم ... فما ضاع حق وراءه «رجال». [email protected]