تُطلّ فتهتفُ كل الجموع ..وتشرقُ في القلب ألحانها ... وتكبرُ في وجنتيها الأماني ...وتنضجُ في مقلتيها الأغاني .. وتحملني لهجة البوح في رعشةٍ لا تجيء سوى مرتين .. حين آتي إليّ .. وتأتي خريراً يُصافحُ روحي على نهدتين ..وأجني دقائق . دقائقُ يا ليل .. تسري كأن عروقي صدى تكتكات الثواني .. كأن التباريح تسرحُ فيها .. فتقرأ من دهشتي سرّ حلمي بها .. ويرقص ليلي على عزفها غسقاً لا ينام . ... أنت يا عطر هذا الوطن.. وأغنية المشتهى .. والندى .. والحروف التي لا تجفّ .. ترفرفُ في خلجات القلوبِ .. كأن الهوى بعض سرّ مداها .. كأن السحابة تهطل من شفتيها .. فترتعش الأحجيات على لفتةٍ من أمان . ... أنت يا من أسمّيك أو لا أسميك ..لا فرق ..فالرعشة المُصطفاة من الغيم تقرأ في مقلتيّ المدى .. وتبذرُ في خافقيّ الجوى .. وتقطف من مهرجان الأماني تباريح شعبٍ براه الأنين . يا رعى الله أيامَ أُمٍّ رَنت للفراديس ..فاكتمل الحُسن في أضلعٍ عصرتها .. فاستفاق الجواب الأنيق لأسئلة الحالمين. ... أهيمُ بهذا التراب الذي أيقظ الحشرجات .. وعرّى عروقي .. وناغى الذي لم يقل عن سنيني سوى زيفها .. وأسكر قلباً تمادت بخطوته الحادثات . ... يقولون “ بلقيس “ تأريخ هذي البلاد التي راقصت حُلمها .. ضمّخت سرّ ذاك الكتاب .. أو يقولون “ أروى “ بريق الدروب التي أينعت في خُطاها .. خلدتها الرّغاب . يقولون “ قبل وبعدُ “ .. لكنني في ضحاك أسائلُ ليلي .. وأُثمرُ في وجنتيك جواب الجواب .. وأهتفُ :أنت الوميض الذي أسرجت منه طين تلك السحاب .. فكان الوطن .. أنت تلك الشفاه التي ضاجعت عرش حلم الضلوع .. فكان الزمن .. أنت القرابين سرّ الحياة .. تمدّ عروقي رحيق التماهي .. فتثمر كل الحروف قناديل ضوءٍ .. تؤبجدُ سرّ التوحّد فيك .. ويثمل في راحتيّ السؤال . ... رغم أني وأني .. وأن الذي نلتهُ من سراب الأماني .. ومن نهدة الأسطر الحائرات .. ومنك ومنّي .. ورغم الذي أوردتهُ النهارات عنك .. وعن سفرٍ أنت فيه اللواعج تصْلي .. تُصلّي على موجةٍ من جنون . ... ستبقى الأثير .. إذا ما تمادى اغترابي .. وقِبلة مسعاي .. نكهة فوضاي ..قُبلة فيضي الذي لا يغور . ... وهذا الحنين بقلبي شرود الفيافي .. إلى موعدٍ لا ينام . [email protected]