في خطوة مباركة من القائمين على شئونها الثقافية والأدبية، هاهي محافظة إب تبدأ قبل الوزارات المعنية والمؤسسات الثقافية الكبرى والاتحادات في تخطي الركود الثقافي والمسارعة في إحياء الفعاليات الأدبية الكبيرة بعد الأزمة التي أضافت إلى الركود ما أضافت. الفعالية التي نظمها فرع جمعية الشعراء الشعبيين في إب بالتعاون مع المركز الثقافي والتي دعي إليها شعراء من محافظات مختلفة في اليمن كانت برعاية كريمة من أرحم الراحمين رب العالمين خلافاً لما اعتدنا أن نقرأه في اللوحات المعلقة في المهرجان.. والاحتفاليات والفعاليات الكبيرة “برعاية الله عزوجل وتوفيقه” هكذا كتب على اللوحة التي اعتلاها الرئيس عبده ربه منصور هادي “أقصد صورته” وإن كانت أيضاً صورته حدثاً جديداً أيضاً كثير منا كان يظن أنْ لن تعلق يوماً!, جاء كثير من الشعراء الوافدين وهم لا يدرون شيئاً عن موضوع الاحتفالية عدا أن أكثرهم أبلغوا أن لا يتعرضوا للسياسة ولا للحزبية في نصوصهم التي ستلقى، وأن تكون قصائد بعيدة عن الأزمة. المقام و”المعقام” وفوجئنا أن العنوان كان:«فرائد نبوية، وقصائد وحدوية» ولذلك بدا لي اختلاط الحابل بالنابل في النصوص التي قرأها الشعراء.. منهم من تطرق إلى الجزء الأول من العنوان، ومنهم أو “منهن” بالأصح من تغزل بالنظام السابق وقدح في مناوئيه.. ومنهم من خرج تماماً عن جزئي العنوان تماماً. التصفيقات كان الحضور الرسمي في الاحتفالية قوياً، ولذلك عندما قرأ أحد المدراء العسكريين المهمين في إب قصيدته وذكر فيها اسم الرئيس السابق كانت التصفيقات ستزحزحني من مكاني لولا حرز الباهوت المعلق في رقبتي، لم أسمع تلك التصفيقات حينما وصف الشاعر أمين المشرقي رئيس جمعية الشعراء الشعبيين في اليمن حال الشعراء ولا حينما تهتك الرائع خليل المهنا حباً وهو يقرأ نصوصاً نبوية خلال تقديمه للمهرجان بذلك الأداء المميز. الحضن الرؤوم دأب المركز الثقافي في إب على احتضان مثل هذه الفعاليات وسواها، ، فقد دعيت إلى المشاركة هنالك عدة مرات من قبل ولمست حراكاً وتواجداً يشكر عليه فعلاً مدير المركز في مختلف الأنشطة طبعاً، التشكيل، القصة، الشعر.. الخ ولاحظت هذه المرة وجود مكتبة كبيرة فيه للقراءة والاستزادة.. ولذلك حافظ على تواجده وأنجز في مهامه وأبدع! أسألوا لو أردتم عن المركز الثقافي في تعز ماذا يقدم منذ عقود؟! مدير المركز الثقافي عفواً مدير مكتب الثقافة الأستاذ/عبدالحكيم محمد مقبل دعا إلى أن نتخلى عن المركزية وأن يعمل مكتب الثقافة في المحافظة المعنية مهرجاناته بالطريقة التي شاء، وأكد: مش ضروري إلا صنعاء تقام فيها المهرجانات. وكنت محرجاً جداً وأنا أرى اسم المركز الثقافي مكتوباً على اللوحة المعلقة ببنط صغير جداً مقارنة بالاسم الذي قبله “جمعية الشعراء الشعبيين فرع إب”. دماثة أخلاق إب كريمة إب في احتفائها بالزائرين والوافدين فهي لا تملأ الناس وحشة ولا تضيق بهم ذرعاً.. أضف إلى ذلك دماثة أخلاق شعرائها ومثقفيها من مدنيين وعسكريين.. كم يكبرون الكلمة وكم يطرقون لسماع المفردات والأحرف وكم يحتفون بمن لهم علاقة بالإبداع!..والله عيب أن تكون جمعية الشعراء الشعبيين في تعز هي الأخرى عاطلة باطلة شأنها شأن المركز الثقافي وفرع اتحاد الأدباء.. ماذا يُراد بهذا الجمود والتغييب في ظل رئاسات فخرية ورسمية عالية المستوى لهذه المقرات الموجودة في تعز أو المقابر بالأصح؟!.. لا صحيفة ولا مجلة ثقافية ولا عاد بقيت حتى صفحة الأدب وثقافة في جمهوريتنا. سؤال مطروح على المعنيين بالشأن الثقافي والأدبي الكبار والصغار من أعلى الهرم حتى مقبرته!