لماذا يسارونا الشك ونحن أقرب إلى حقيقتنا من غيرنا ؟ وهل نتأبّط الوجع صباحاً كما هو مرسوم بمساءاتنا ؟ ولماذا لا تصفو زجاجة الآخر في قلوبنا كما تركناها فائقة الأناقه؟ أو ما الذي يبحث عنه الآخر فينا وفي غيرنا؟ ثم ما الذي نريده حين يحوطنا القلق كوجبةٍ أزليّة تنخر أعمارنا وتعجّل بزوال نعمتنا ! ولماذا يتوارى الضحى في غيوم الأسى حاملاً معه أجمل اللحظات في صحوها المبكّر !! لماذا لماذا؟ ويبقى السؤال رفيق الوعد والمنافي الظامئة لوطنٍ مختلف .. تتقاسمه شظايا الأماني وفقاعات الأوهام .. وتنأى به الهواجس عن مزار الأمان .. حتى بات بين فكّي الهموم التي لا تفصله عن الضياع إلا بمقدار ألفةٍ استثنائية قد تأتي .. ولا تأتي. إنّ الفراغ الأليم الذي أحدثته فواجع الدهر في زحمة الوطن .. لا يُمكن أن يُملأ ثانيةً بدون تجرّد حقيقي من ضجيج الزيف وضجر الآمال وميكروبات الوحشة في التفكير العقيم لدى الفئات الراقصة حول نار المواجع الناقمة. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك: http://www.facebook.com/photo.php?fbid=467180746654339&set=a.188622457843504.38279.100000872529833&type=1&theater