من أجل تعز لا بد أن تتضافر كل الجهود الخيرة لإزالة كل ما علق بها من شوائب وتشوهات خلال الفترة السابقة, ولإعادة الجمال والبهجة والابتسامة التي عهدناها على مُحيا أبناء هذه المحافظة المدنية بامتياز..حملة شارك التي دشنها الأخ شوقي احمد هائل محافظ المحافظة وكعادتهم لبى مواطنوها بروحهم الحضارية هذه المبادرة الطوعية وخرجوا مع محافظهم أطفال وشباباً نساء ورجالاً وشيوخاً لتنظيف شوارع مدينتهم كخطوة أولى في طريق استعادة إشراقة تعز المغيبة بفعل ممنهج لما يزيد على ثلاثة عقود, لكن هذا التغييب عجز عن إطفاء وهج شعلة التغيير كفعلٍ وطني لليمن كله في عقول ووجدان أبناء هذه المحافظة.. حملة شارك خطوة باتجاه تحقيق الانسجام بين شكل تعز ومضمونها.. بين وجود أبنائها وواقعهم الموضوعي الذي وصل إلى حدود لا تطاق في بؤسها التي لن تنتهي بهذه الحملة وإنما بتنظيفها من كل من أسهموا وتسببوا في إيصالها إلى ذلك الواقع المر القبيح الذي هو قبحاً قصد منه تشويه وطنناً بكامله إذ تبدأ استعادة جماله من هذه المدينة التي كانت دائماً اختزالاً مكثفاً لقبح وجمال السلطة والنظام السياسي السابق الذي وصل إلى حالة رثة من الدمامة المجسدة لعقل وتفكير ووعي سياسي منحط ووضيع.. نظافة تعز ليس من طفح المجاري وتشوهات الشوارع المجدورة بحفر شوارع قيل عليها أنها إسفلتية وهي ليست كذلك إلاَّ بمفهوم إنجازات الفساد الذي تحول في هذه المحافظة إلى سرطان آن الأوان لاستئصاله بتفعيل الروح النقية النظيفة لتعز التي جسدها شبابها على امتداد اليمن كله في الثورة السلمية، فكانوا الصخرة التي حطمت الفساد فتحرك معهم أبناء اليمن كله لتنظيف الوطن منه,وهنا لا يكفي تنظيف الشوارع والحارات والأزقة وإنما تنظيف كل الأوساخ والقاذورات العالقة في جسد هذه المحافظة واليمن كله، وللوصول إلى ذلك علينا التركيز على عفونة الفساد البشري الذي بقائه يمنع استعادة القيم والأخلاق, وهذا هو النتاج الأهم الذي ينبغي أن يبدأ من تعز ولن يتوقف حتى يشمل اليمن، عندها لن يبقى مكان للضغائن والأحقاد وثقافة الكراهية والإرهاب التي كلها خرجت من رحم الفساد,فكانت المشاريع الصغيرة تجلي لأوساخه.. أرقى تعبيرات المدنية النظافة بدلالتها ومعانيها الشاملة فهل تكون حملة “شارك” الانطلاقة لتحقيق هذه الغاية؟! أم أن المسألة كلها لا تخرج عن الدعاية الإعلامية؟! نحن متفائلون بالانتظار أن تأخذ هذه الحملة مداها وتحقق هدفها لكنها تبقى خطوة أولى في الألف ميل الذي يجب أن نقطعه لنرى ليس فقط محافظة وإنما وطناً بكامله نظيفاً جميلاً راقياً فيه يتحقق الحلم بيمن جديد وحكم رشيد ودولة نظام وقانون في ظلالها ينعم اليمنيون جميعاً بالمواطنة المتساوية. رابط المقال على الفيس بوك