معالجة الاختلالات التي برزت في الفترة الأخيرة تحتاج إلى الموضوعية والأمانة والمسؤولية التي تحقق رد الاعتبار لمكارم الأخلاق، وترفع نحو المزيد من مكارم الأخلاق، وتزيل آثار الحقد والكراهية التي خلفتها الأزمة السياسية، وتركز على تجميع عناصر قوة بناء الدولة اليمنية الحديثة؛ لأن المستقبل هو الهم الذي ينبغي التركيز عليه. إن المشهد السياسي الراهن لا يحتاج إلى المزيد من إذكاء نار الفتنة، بل الحاجة الماسة إلى الوفاق والحوار الشفاف هو المنهج العملي؛ لأن الهدف من الحوار هو وضع الملامح الرئيسة للمستقبل الأكثر إشراقاً وتوحداً وقوة، ولم يعد المجتمع اليمني يحتمل نبش القبور والتمترس خلف الماضي أو التقوقع خلف المشاريع الصغيرة؛ لأن العالم المعاصر لا يحترم إلا القوى القادرة على حماية سيادته الوطنية والمكونات الجغرافية والبشرية للدولة، والقادر على جلب المصالح ودرء المضار عنه وعن غيره في إطار العلاقات الدولية القائمة على تبادل المنافع والمصالح المشتركة. إن غير القادر على حماية سيادته يصبح عبئاً على المجتمع الدولي ويمثل بؤرة الصراع التي تهدد العلاقات الدولية وتعيق التجارة الدولية وتهدد المصالح المشتركة وتؤرق العالم بأسره؛ لأن الموقع الاستراتيجي للجمهورية اليمنية يجعل العالم بأسره يقف مع وحدة وأمن واستقرار اليمن وخلوها من النزاعات، الأمر الذي يحتم على اليمنيين أن يعززوا بناء قوة الدولة اليمنية الواحدة القادرة على الاستفادة من الموقع الجغرافي المتميز. إن مسؤولية الحفاظ على كيان الدولة المقتدرة جماعية ينبغي على كل يمني أن يسهم في الحفاظ على كيان الدولة الموحدة القادرة على فرض هيبة الدستور والقانون على كافة المكونات الجغرافية والبشرية لليمن، ولا يتخاذل عن أداء هذا الواجب المقدس إلا الذين يقبلون الانكسار ويرضون على أنفسهم أن يكونوا مجرد أدوات بيد الغير من أعداء اليمن الذين يريدون إضعاف السيادة الوطنية والقضاء على كيان الدولة من خلال الدفع باتجاه التمزق والانقسام الذي يحقق رغبة أعداء اليمن. إن أحداث التاريخ القديم والمعاصر قد قدمت لنا صورة لقوة الإرادة اليمنية الواحدة التي استطاع الأقدمون من خلالها بناء الدولة اليمنية ذات السيادة المطلقة التي تمكن مواطنيها من العزة والكرامة وتحقيق الأمن والاستقرار والإسهام في بناء الحضارة الإنسانية، ولذلك كله فإن المطلوب هو الكف عن نبش الماضي والعمل بجدية من أجل المستقبل بهمة وشموخ؛ لنثبت للعالم قوة الإرادة اليمنية الواحدة التي تحمي ذاتها ومقدراتها وتعزز وحدتها الوطنية وتشمخ بمكانة الدولة اليمنية الواحدة في إطار العالم بإذن الله. رابط المقال على الفيس بوك