منحتكَ صفة الملاك .. والرجل الأول في القرية الشاسعة الأصغر من فضيحة معرفتي بكَ. واكتفيتُ بمهمة البائع المتجوّل .. أقتاتُ ما تدسّه بجيب معطفكَ بقايا العانسات والمطلقات والمتزوجات الحاذقات كثيراً بقدر غباء أزواجهن الغائبين. أخفيتَ كثيراً شكوككَ بي .. في تلافيف دوائر ابتساماتكَ الغامضات مطلع كل التقاءٍ غير سويّ .. بلحظةٍ هي قربانكَ لأزقة قريةٍ وديعةٍ إلا من ماخور ما تخفيه جدرانها. قلتُ : تجاوزتُ أزمة “الشرقيّ “ مبكراً منذ ولجتُ هاته القرية. قال : لكنك بذات العينين السوداوين .. فما الذي يشفعُ لكَ. قلتُ : نبل الغايةِ أنساني رَوَثَ الوسيلة. قال : لكن مذكراتهن تحمل اعترفاتٍ صريحة بميلادهن بين يديكَ . قلتُ : كن ذكراً لبعض الوقت.. ولا تعبث بتأملهن وهنّ يشرعن بصلاةٍ دون وضوء. قال: ألا ترى أننا تجاوزنا عتبة القرية بنهدتين من مفاوز الرؤيا؟ قلتُ: أعذركَ .. فأنتَ تمنحكَ إجازة قسريّة بدعوى تواضعكَ. قال: ليتكَ تدرك مابي .. وما الذي يحمله جسدي من وجعٍ لن يبرأ. قلتُ: ليتني أحميكَ من ورطتكَ المبكرة. قال: فكرتُ كثيراً بقتلكَ .. وعيونهن تنطق بكَ كل شهقة. قلتُ : حينها سأموتُ مرةً وتموتَ مرتين. قال: وها أنتَ تحييكَ ألف مرةٍ وتميتني بذات البطء الذي أجّل موتكَ بأعماقي ..“ هكذا تحادثت مع قاتلي قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة على عتبة مدخلِ القرية .. تاركاً لي “ باسورداً” يتيماً .. ونظرةً بشعةً على بقايا روحه التي أفرجَ الموت عن ندوبها المفزعة .. ولذتُ بنحيبٍ صامتٍ إسمه اليمن“. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك