مازال الحوار دائراً على قدم وساق ، كلمات تتلو كلمات وجلسات بعد جلسات وهكذا … جنباً إلى جنب مع جلسات مؤتمر الحوار تدور في أذهان الناس وتجري على ألسنتهم تساؤلات مهمة حول مؤتمر الحوار الوطني، ودعوني أنقل بعضاً من هذه التساؤلات على شكل حوارية بين اثنين اجتهدت في بعص الإجابات كما أراها من خلال الوقائع من حولي، وأنا أعرف أن السادة القرّاء لهم إجابات ووجهات نظر أخرى غير ما أقول، لكن هذه الإجابات المثبتة هنا اعتبروها وجهة نظري الشخصية على الأقل… س لماذا عُقد مؤتمر الحوار هذا ؟ ج لأن المبادرة الخليجية نصت على ذلك. س لو لم تنص المبادرة الخليجية على ذلك هل كان هناك مؤتمر حوار؟ ج الحقيقة لا أدري! لكن لماذا تسأل. عن افتراض غير موجود ؟ س دعنا نتجاوز هذا ...قل لي ما هو هدف مؤتمر الحوار ؟ ج الهدف واضح هو حل كل الإشكاليات العالقة بين الأطراف المتنازعة في اليمن. س كيف أطراف متنازعة ! ألم تقولوا هي ثورة، والثورة تهم كل الشعب وليس مجرد أطراف متنازعة مع بعضها البعض ؟ ج سمها ما شئت (ثورة) أو (أزمة) أو ( أحداثاً ) …الخ المهم ما هو على الأرض، ولن تكون التسميات نقطة خلاف، المهم لدينا مشاكل نريد حلها. س هل تعتقد أن المشاركين في مؤتمر الحوار قادرون على حل هذه المشاكل ؟ ج هذا هو المفترض ..لأن الكل من جميع التيارات والأطياف مشارك . س طيب..ما هي المشاكل المفترض مناقشتها ؟ ج شكلك يا صاحبي لا تقرأ …المهم، محاور مؤتمر الحوار واضحة…القضية الجنوبية ومشكلة صعدة وشكل الدولة القادمة وإعداد الدستور وأسس بناء الجيش والأمن والحكم الرشيد وغيرها. س القضية الجنوبية هذه مشكلة واضحة لكن هل هي غير الوحدة …يعني (على بلاطة) هل الحل هو الانفصال ؟ ج الجميع دخل الحوار تحت سقف الوحدة، لكن الرأي النهائي للحلول التي سيتفق عليها أطراف مؤتمر الحوار. س لكن بعض أطراف الحراك الجنوبي لم يدخلوا مؤتمر الحوار لأنهم يريدون الانفصال؟ ج شروط الدخول إلى مؤتمر الحوار واضحة برعاية إقليمية ممثلة بدول الخليج ورعاية دولية ممثلة بالأمم المتحدة، لذلك منْ لم يدخل الحوار هذا شأنه. س لكن هناك من المتحاورين منْ انسحب من مؤتمر الحوار ؟ ج هذا شأنهم أيضاً، الحوار ملك اليمنيين وليس مربوطاً برأس (فلان) أو (علان). س هناك منْ يطرح الفيدرالية والأقاليم كحل للقضية الجنوبية فما رأيك ؟ ج الرأي النهائي ما سيتمخض عن مؤتمر الحوار باتفاق كل الأطراف، لذلك فالمقترحات التي تطرح الآن ليست الحسم ولا يمكن الركون عليها. س ألا ترى الفيدرالية هي الحل ؟ ج برؤيتي الشخصية ..نعم ولا في نفس الوقت ! نعم كسراً للمركزية المسيطرة. س وماذا عن قضية صعدة ، ومطالب الحوثيين؟ ج هي الأخرى مطروحة للحوار والحوثيون طرف مشارك - مثل باقي الأطراف - في الحوار ومن حقه أن يطرح مطالبه س مهما كانت مطالبهم ؟ ج أي طرف دخل مؤتمر الحوار من حقه طرح كل مطالبه، لكن ليس معنى هذا تحققها، لن تتحقق إلا المطالب التي يتفق عليها كل أطراف مؤتمر الحوار لأي طرف كان . س عندما يتحدثون عن صياغة الدستور …ماله الدستور عندنا أحسن دستور ؟ ج إعداد الدستور ليس معناه أن الدستور القديم سيئ، وليس جيداً في نفس الوقت، الأمر يتعدى ذلك إلى صياغة دستور يناسب المرحلة القادمة التي ستمر بها البلاد بعد مؤتمر الحوار س لكن المشايخ وشخصيات النظام السابق موجودون في الحوار كيف ذلك؟ ج صحيح، لأن هؤلاء جزء من مواطني هذه البلاد - شئنا أم أبينا - واستثناؤهم من الحوار يعتبر خطأ ،أما كونهم من النظام القديم أو الجديد هذا لا دخل له في تكوين مؤتمر الحوار، لأن مؤتمر الحوار الوطني جاء للم شمل اليمنيين كلهم بكل توجهاتهم السياسية والطائفية. س لكن هؤلاء منْ سيرسمون مستقبل اليمن، فكيف لمنْ كانوا أسباب بعض القضايا التي سيناقشها مؤتمر الحوار أن يكونوا فيه ؟ ج أولاً أنت قلت بلسانك “ لمنْ كانوا أسباب بعض القضايا التي سيناقشها مؤتمر الحوار” فكونهم موجودين يجعل النقاش ذا جدوى بتواجد كل الأطراف المتنازعة ثانياً: ليسوا هؤلاء لوحدهم موجودين، فلا تنس الآخرين من ممثلين الأحزاب السياسية والشخصيات الأخرى، فالكل مشارك لرسم مستقبل اليمن وليس هناك فصيل منفرد لوحده. س ألا ترى أنت فترة مؤتمر الحوار ستة أشهر طويلة ؟ ج لا …المشاركون في مؤتمر الحوار لن يناقشوا موضوعاً واحداً أو موضوعات هامشية بل موضوعات مصيرية يتوقف على نتائج مناقشاتهم مستقبل بلد بأكمله ومصير الأمة اليمنية جمعاء، لذا فالوقت الطويل مطلوب، وكذلك القضايا التي ستناقش تتطلب ورش عمل ونزول ميداني إلى أماكن النزاع، ولا تنس أخيراً أن هذه القضايا ركام عقود طويلة فلا بأس بحلها في عدة أشهر . س أعرف أني قد أطلت عليك ، لكن معي سؤال أخير ماذا لو فشل مؤتمر الحوار الوطني - لا سمح الله - ماذا سيحدث ؟ ج رغم أني أكره الأسئلة المزيفة التي تُطرح عن أمور لم تحدث أو نتوقع أن تحدث، لكني سأجيبك … الحوار هو الفرصة التاريخية الأخيرة لليمنيين لحل مشاكلهم العالقة ولا توجد هناك فرص أخرى للتعويض لو فشل هذا الحوار - لا سمح الله، لأن البديل عن ذلك لن يكون إلا حواراً من نوع آخر هو حوار البنادق والرصاص من وراء المتاريس ولن يحل المشاكل العالقة بل سيزيدها تعقيداً على تعقيدها، وكذلك أعتقد أن النموذج السوري ماثل بجلاء أمام كل يمني سواء شارك في الحوار أم لم يشارك . لذا دعنا نتمنى خيراً ولندع جميعنا لنجاح مؤتمر الحوار ليخطو بلدنا على كل جراحات الماضي إلى مستقبل أفضل. رابط المقال على الفيس بوك