كلنا نعول على الحوار امالاً كثيرة وأحلاماً غزيرة ونحن نتفاءل ربما لأننا نكره التشاؤم ولا نريد أن نترك له أي مجال في حياتنا، لكن حقيقة مع تلك المنغصات والمشاكل المفتعلة التي رافقت حكومة الوفاق منذ تشكيلها إلى يومنا هذا .. الأمر الذي يجعلنا نرسم على كل مسار من مساراتها المختلفة طابوراً من الاستفهام والتعجب إلى مالا نهاية ، وحقيقة حتى يكتسب الحوار الوطني ثقة الشعب جميعا بشماله وجنوبه وشرقة وغربه ويدفعهم جميعاً صفاً واحداً للعزم والتضحية من أجل إتمام هذا الحوار لابد وأن يقدم القائمون على الحوار للشعب هذا أنموذج مصغر من الحقائق الملموسة والحسية بمعالجة أهم احتياجاتهم ومشاكلهم في حكومة الوفاق أولاً.. وفي رأيي أنه بإمكان أن يكون ذلك الإنجاز مجرد مقدمة أو مدخل مبسط للقائمين على الحوار من اجل الشروع في حل القضايا الكبرى والخطيرة كالقضية الجنوبية و قضية صعدة وقضية المرأة أيضاً. هل يمكن أن يقوم الحوار الوطني بمعالجة تلك المشاكل التي رافقت الحكومة خلال العام السابق وهي مستمرة إلى هذه اللحظة، هل يمكن للحوار أن يوجد حلولاً مناسبة وسريعة حتى يسهل عليها العمل دون التلعثم بتياراتها الضبابية ..نتمنى ذلك. الضرب المستمر لأبراج الكهرباء وتفجير أنابيب النفط تلك إبداعات وموضة متميزة بدأت منذ 2011 م وهي مفعّلة ونشيطة إلى يومنا، بينما حكومة الوفاق عاجزة عن القبض على الجناة ومحاسبتهم مع تجنيدها لمائتي ألف جندي يعني أنه بإمكانها أن توزع جزءاً منهم لمثل هذه الثغرات المسمومة حتى يوضحوا للناس الحقائق بدلاً من بقاء المشكلة قضية ضد مجهول إلى مالا نهاية.....؟!! ناهيك عن ارتفاع رسوم فواتير الكهرباء والماء إلى الضعف مع استمرار شح الماء وانقطاع التيار الكهربائي الساعات الطوال .. ارتفاع الأسعار بشكل عام حتى أصبح ذلك الروتي المحنط حبة العشرة ريال بعشرين ريالاً - والبطالة بين الشباب مبشرة بالخير الوافر .. في حين تعاظمت الاختلالات الأمنية المخيفة وانتشار الفوضى بكل وسائلها وأسبابها ناهيك عن اختطاف الأطفال الذي أصبح حالة مألوفة واتسعت بنسب مخيفة .. والأعجب من ذاك وذاك تدفق الصوماليين – الذين يثبون إلى بلادنا من كل حدب وصوب والذي أظنه قد تجاوز المليون صومالي وهم في ازدياد متتابع ..وسلمنا يا رب سلمنا. وما أدرانا لعل الفرصة تتكرر مرة أخرى لتقوم الدولة النجاحية من جديد وتحكم البلاد في ظل الصراع القائم والفوضى الخلاقة كما حكمتها في السابق في عام 407م- 554م بقيادة نجاح الحبشي.. ثم ما أدرانا.. لعل أوباما يدفعه حنينه إلى أصوله الأفريقية فيقف وقفة إنصاف ومؤازرة مملوءة بالحنين والمودة على بني جنسه في بلادنا ،فيمنحهم أوباما الضوء الأخضر لأن يخترقوا الموكب ويتقدموا الصفوف ويدلوا بدلوهم، ولما لا ؟! كما منح الإخوانيين الضوء الأخضر حتى رأيناهم ورأينا عجائبهم الغير منتهية, وليس ببعيد على أوباما أن يغير مزاجه واتجاهه من الدفع بالإخوانيين إلى مصاف الحكم ويستبدلهم بفئة المهمشين، حقيقة ستكون لفتة إنسانية كريمة يقدمها لأولئك المساكين من بني جنسه لأنهم في حقيقة الأمر يعانون من الظلم والتهميش الاجتماعي لهم بشكل عام وبشكل خاص – ولا ننسى إخوانهم الصوماليين الذين يتوافدون إلى بلادنا خلال عامين في نماء متزايد ،سيكون لهم شأناً بارزاً وسنداً فاعلاً في هذا المسار.. وأعتقد انهم سيكونون أقرب عند أوباما من العثمانيين الذين وجد لهم اليوم صوت ينادي بهم ويشيد بهم وأن بلادنا كانت في عز ورخاء أيام الدولة العثمانية . . وما أدرانا لعل الصراعات تحتدم وتتفاقم أكثر وأكثر في ظل سياسة الانتقام وعدم الأيمان بوجود الطرف الآخر المترتب عليه تفاقم الشر وتأصيل نزعة الحقد وما يترتب عليه من اتساع فجوة الصراع السياسي القائم وبالتالي افتقاد الأمن والاستقرار صمام الأمان للبلاد وللحوار باستمرار تلك المماحكة السياسية الجاثمة في قلب السلطة والمتسلطين. في رأيي أن معالجة مثل هذه المشاكل سيكون لها الأولوية على طاولة الحوار الوطني حتى تثبت الحكومة جدارتها ويكتسب القائمون على الحوار ثقة الشعب ليتسنى دخول الحوار الوطني في قضايا كبيرة وخطيرة كقضية الجنوب وقضية صعدة وغيرها من القضايا. رابط المقال على الفيس بوك