كثيرا ما كان النقاب سببا كبيرا لإثارة الجدل في الأحاديث الجانبية ، بل وأشتدت وطأتها في فترة ما بعد الثورة حيث أقدمت الأغلبية من الرجال على مهاجمة المنقبات خصوصا الكاتبات والأديبات والناشطات تحت سقف الهوية والتخلف ولي في هذه الجهة وجهة نظر تتوقف فقط على ظروفي وظروف صديقاتي الذي سمعت منهن ما يُسكت هذه الأفواه ، سأسردها بعد أن تلقيت أنا أيضاً هجوماً من البعض بسبب (أني منقبة) وكان من السهل عليَ أن أشرح لهم وجهة نظري بهدوء ونقاش محترم في تلك اللحظة ولكن كما نعرف نحن شعب متعصب لم يكن هذا الأسلوب نافعا معه وإلا لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه ... لم أتفاجأ بالسؤال (ليش منقبة) ولكني متفاجئة أكثر بالمواقف التي تُبنى على حقيقة أنها (منقبة) ، كأولئك الذين ينظرون للمنقبة وإن تفوقت بالنجاح في حياتها بأنها مقيدة وبلا كرامة ولا يحق لها التحدث عن الحب وحتى عن الجو الجميل (كما تحدث أحدهم على صفحتي على الفيسبوك) ! .. والحقيقة أن هذه القيود ما هي إلا صُنع الذكور فلن اُنكر أنا وصديقاتي والكثير ممن اعرفهن أن النقاب بالنسبة لنا ليس إلا قرار للذكور في العائلة فلما إذن اللوم للمرأة وهي تحت سقف العائلة مازالت أنثى، فلا تتجاهلوا الحقائق الواضحة أيها الرجال.. ومن ثمَّ أغلب الذي ينصحون بفتح النقاب لم يستمعوا لأصواتهم في إطار عائلاتهم وأغلب عائلاتهم منقبات !، يعني (يا مفرق المرق أهل بيتك أحق ) .. بالنسبة لي فأنا لستُ ضد النقاب ولستُ معه فأنا مازلتُ أرى أنه حرية شخصية ولكني ضد ذلك الحجاب الذي يغلف العقول والذي يمنع عنها النور فهذا الذي يجب أن نحاربه ، وبلا شك أن أغلب النساء الناجحات في حياتهن والمنقبات يثبتن حقيقة أن الغطاء الذي يغطي وجوههن لم ولن يغطي أبدا عقولهن ... نقطة أخيرة سأشير إليها كرسالة للمنادين بحرية المرأة والحاثين على أن لها حق في أن تفعل أي شي تحبه دون وصاية وإجبار من أي أحد : لا تنسوا أن هناك من هي منقبة لأنها ترغب في ذلك ، ولذا سأسألكم: هل ستكون الحرية حلال في نزعه وحرام في ارتداؤه ؟! وفي نهاية الأمر فلن نمانع نحن (المُهاجَمات من قِبَلَكم) بنزع النقاب في حال أجمع الذكور جميعا على فكرة نزعة ابتداء من عائلاتهم وعائلاتنا.. رابط المقال على الفيس بوك