ما يحدث من مفارقات تتجه نحو عمق البنية الاساسية الوطنية تستدعي الكثير من علامات التعجب تجاه الناشطين بها كتحركات عبثية لن تفرز نتائجها سوى الهلاك والدمار للانسان والارض اليمنية خصوصا ونحن نعيش مرحلة مفصلية خيم خلالها صمت شديد طرق كافة ابواب اللغات السياسية والثقافية والاجتماعية في نفوس جماهير الشعب اليمني كتعليق آمال لنتائج مؤتمر الحوار الوطني في إحداث قفزة نوعية وجادة تتمكن من تضميد الجروح الانسانية وكذا ترميم الشروخ الوطنية .لكن ما يؤكده الواقع هو رغبة مجاميع الطوائف بقاءها في مغبة الصراعات التي حتى وإن اشارت البدايات فيها الى اتخاذ اساليب الحرب الباردة الا انها ومن خلال استمرارها والتمادي بتصرفات همجية ضمن سياق افعالها المعلنة حتما ستؤدي الى اشعال فتيل الفتنة لتصبح الحرب الدموية تطوراً بديهياً لذروة جملة من السلوكيات الخاطئة اساسا ,ونكون بذلك قد عدنا لمسلسل العناء الذي تعد مشاهدته مأساة بذاتها وكأن بقاءنا ارضا وشعبا في حياة هادئة ومستقرة يشكل الم شديد في نفوس من جعلوا من انفسهم اعداءللوطن .لاشك بأن ملامح السعادة بدأت تظهر على الجميع من خلال التوجهات الجادة لمؤتمر الحوار الوطني في حل القضية الجنوبية وقضية صعده التي سبق وان ضاقت ارضها الطيبة من انهار الدماء التي سفكت في كل شبر فيها لكن رياح الشر في هذه المرة قد تكون اشد ضراوة منها الم تكن الحكمة اليمنية هي سيدة الموقف ..الجميع يعرف بأن حسين بدر الدين الحوثي قتل في مران عام 2004م وبعد هذه المدة تسعى جماعة الحوثي الى لفت الانتباه اليها بشتى الطرق والوسائل حتى وان كانت استفزازية من خلال بقائها في الساحة وتعليق صور حسين الحوثي في شوارع العاصمة بطريقة الاستفزاز الحقيقية ,ومن ثم الترويج لدفنه بطريقة لاتمت لديننا الاسلامي بصلة ..صعده اليوم شلت تماما بسبب هذه المزاعم والمعتقدات الخرافية لتصل بهم الجرأة الى حرمان طلاب المدارس من تادية امتحاناتهم غير مدركين بانهم بهذه التصرفات انما يوثقون احقاد الآخرين نحوهم .من لم يحتمل صبرا قام بتمزيق ملصقات تلك الصور لزعيمهم الراحل لتبدا عملية الانتقام , وما ان تسقط اول قطرة دم حتى تعقبها الانهار وتتهاوى الجثث , وبهذا يكون عدم الوعي قد عاد بنا الى بداية مسلسلات الدماء في البلاد ضمن باكورة انتاج الدمار مع مثيلاتها من الابداعات المروعة والتي لايشير تتالي احداثها الى وجود ثمة نهاية لتحتل اكثر نفور ليس لدى والمشاهد وحسب بل لدى الملامس ايضا والذي يتقاسم وبطولتها مرارة العناء في بداية حقيقية لنفوذ الصبر للحظة انتصارها .الكهرباء ,الاغتيالات ,الارهاب ,تدفق الاسلحة ,صراع الطوائف .جميعها مسلسلات حتى وان لم تكن متابعتها مرغوبة الا ان الشر قد فرضها وبشكلا طاغي الجميع يدرك هذه البقاع السوداء في وطنا الحبيب وفي المقدمة الحكومة برمتها كما نعي جيدا ان طريقة الخلاص منها ليس امرا هين حيث تبدا عوائقه في مراعات الجهات المعنية لسفك الدماء كون من يمثل قوى الشر وقوى الخير جميعهم من ابنا الوطن لهذا فان نتائج المواجهة لن تعود سوى بالخسائر الفادحة والدمار الشامل للبلاد. ربما تكون هناك حالة تريث على امل العودة الى الصواب ولكن ليس ثمة مؤشر واحد يدل على ذلك .قد تبدو عقدة حقيقية تمكن السينارست من حبكتها جيدا مما جعل الحل فيها يبدو غائبا تماما ,ولكن ومع كل هذا ما تزال العديد من الخيوط القادرة على ايجاد طوق النجاة ممكنة ولعل في مقدمتها الاقتراب من تلك الشخصيات لاجراء دراسة شاملة لسايكلوجية مضمونها لتدخل في مسار حياتها ليس من اللحظة التي وصلت فيها الى نمط مغاير للحياة الطبيعية وانما من البداية حتى نتمكن من ايجاد تطابق دراماتيكي يوصلنا الى الغاية المنشودة”النهاية”... رابط المقال على الفيس بوك