غريبة هي السياسة الأمريكية!! إنها سياسة متقلبة غير ثابتة!! لا يمكنك أن تثق بها حتى لساعة.. فانظروا إليها وهي تحارب الإرهاب وترفضه في مكان، وتدعمه وتسانده وتسلحه وتموله في مكان آخر.. مع أن الإرهاب إرهاب في أي مكان، وفي أي زمان.. لكن الإدارة الأمريكية ليس لديها إرهاب دائماً، ولا ثوري جهادي ديمقراطي دائماً.. فمتى ما تريدك إرهابياً تعمل منك إرهابياً، ومتى ما تريدك مجاهداً، ثورياً.. تعمل منك ذلك! هذه هي الإدارة الأمريكية.. التي تتفاوض اليوم مع طالبان أفغانستان، وفي وقت تشرف على الانسحاب من تواجدها العسكري في أفغانستان.. طبعاً “طالبان” منظمة، أو تنظيم أفغاني كان يحكم أفغانستان وبقيادة “الملا محمد عمر” وكانت إلى جانبه.. بل بشكل أوضح “طالبان” حين كانت تحكم أفغانستان احتضنت تنظيم القاعدة بقيادة أسامة بن لادن الذي اغتيل في عملية عسكرية دقيقة في باكستان.. عموماً ما الذي تريد الإدارة الأمريكية من التفاوض مع “طالبان”؟!! أيضاً دعت الإدارة الأمريكية في الشهر الماضي دولة قطر إلى السماح لطالبان بفتح مكتب لها في الدوحة ليتسنى لها التنسيق، والإعداد والاستعداد للمفاوضات مع الطاقم الأمريكي المفاوض!! وهو طاقم في الغالب من عناصر الاستخبارات المركزية الأمريكية.. وكيفما كان الأمر حول ماذا سوف تفاوض الإدارة الأمريكية طالبان؟! وهي التي أسقطت حكم طالبان في أفغانستان،لأنها رفضت تسليم أسامة بن لادن للأمريكان بتهمة زعامته لتنظيم إرهابي. مع العلم أن «طالبان» و«القاعدة» هما حركتان أنشئتا تحت إشراف ودعم أمريكي قوي من خلال المخابرات المركزية، وبالتعاون مع أقطار إسلامية.. بل إن “طالبان” حركة نشأت من قبل الإدارة الأمريكية في جامعة بيشاور في باكستان لمحاربة الوجود السوفيتي في أفغانستان.. أي أن طالبان صناعة أمريكية بامتياز!!.. فلما خرج السوفيات، وسقط نظام أفغانستان واستولت طالبان عليه هنا شعرت الإدارة الأمريكية بالخطر.. فخططت لعملية 11 سبتمبر، واتهمت القاعدة.. واتجهت تطالب طالبان بتسليم بن لادن فلما رفضت طالبان شنت الإدارة الأمريكية الحرب لإسقاط حكم طالبان!! فماذا تريد اليوم من المفاوضات مع طالبان؟! لاشك.. ليس خيراً.. لكنه للاتفاق حول دور جديد لطالبان، ودور إرهابي في بلد ما ومكان ما.. أي لاستخدامهم كمرتزقة يُحركون إلى حيث تريد الإدارة الأمريكية تنفيذ مؤامرة في بلاد العرب والمسلمين. رابط المقال على الفيس بوك