عطفاً على تباشير التسوية الافتراضية العالمية التي يتوق إليها كل من انخرط في متاهات ما بعد الحرب الباردة، واستناداً إلى المجابهة المحمومة بين الولاياتالمتحدةوروسيا .. تلك التي اتَّخذت سلسلة من العناوين والوقائع المعروفة، والتي كان من أبرزها: تفخيخ العمق الإقليمي الروسي، ممثلاً في دول الاتحاد السوفيتي السابق وحلفائه في شرق أوروبا؛ سواء من خلال نصب الصورايخ الاستراتيجية في بعضها، أو تحريض نظام جورجيا ضد جارتها الكبيرة روسيا، والتي أفضت إلى تدخل روسي حاسم كان من نتائجه خلع أوسيتيا الجنوبية من أصل النظام الجورجي وجغرافيته السياسية، أو إقلاق الوجود البحري الروسي في البحر الأسود من خلال أوكرانيا، التي تناوبتها طيوف ألوان سياسية مال بعضها لليمين.. ثم المعاداة السافرة لمنظومة “بوتين” القومية اليسارية، النابعة من ثقافة الاتحاد السوفيتي السابق، والنزعة القومية الروسية. هذه المحطات بجملتها كانت سبباً مباشراً في استفزاز الدُّب الروسي، الذي صحا بعد بيات شتوي طويل، وساح تالياً في براري الانتعاش العسكري والاقتصادي المتواتر.. وصولاً إلى استعادة مجد العسكرية الروسية من جهة، ومخاطبة الجوار المتمرد بلغتي الترغيب والترهيب من جهة أخرى، وحتى إعادة لحمة العلاقات البينية “الروسية الأورو آسيوية”، الممتدة في: روسياالبيضاء / أوكرانيا / مولدوفيا / لاتفيا / ليتوانيا / طاجكستان / قرقيزستان / وتركمانستان. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك