يقترب الحوار الوطني الشامل من نهاية الفترة المحددة لأعماله , مفتتحاً التساؤل عما يترتب على مخرجاته من مهام محددة لبناء اليمن الجديد المتحرر من أزمات الماضي والمنفتح على وعود المستقبل المنشود لليمن : الأرض والانسان , الدولة والمجتمع , الحاضر والمستقبل . من المؤكد ان المؤتمر قد جمع على طاولاته العامة والخاصة كل القوى السياسية والمدنية , وفرض عليها الوقوف بمسئولية امام ملفات الازمة الوطنية وعمل على إعادة بناء الوعي بهذه الملفات بشمولية وواقعية , ابتدأت بتعريفها والتعرف على جذورها التاريخيه ومساراتها , وانتهت بتصور الحل الممكن لها والحد من الانزلاق اليها مستقبلاً , وكل هذا وغيره من خلال عملية حوارية عرّف من خلالها كل طرف بنفسه , وتعرف على غيره , ليرى المتفق عليه والمختلف حوله بوضوح وهدوء. ربما يكون الحوار قد درب المشاركين فيه ومن خلالهم المكونات السياسية والمجتمعية لمؤتمر الحوار على ادارة الصراع السياسي والتعامل مع قضاياه البسيطة والمعقدة بهدوء وسلام , ولعل هذه الميزة وحدها تفتح للتفاؤل باباً واسعاً ومتاحاً للدخول الى مستقبل واعد بالتجدد والإبداع , غير ان اسئلة الختام لا تتوقف عند النتائج والمخرجات بل تنفتح على التأسيس المحتمل لليمن الجديد . أول اسئلة هذا التأسيس يتصل بالصراع على السلطة لكونه أس الأزمة وأساس استمرارها , فالحوار وهو يناقش ملفات الأزمة الوطنية قد أوضح ان جميعها انتج بالصراع على السلطة بين القوى السياسية في تاريخ اليمن الجمهوري قبل الوحدة وبعدها , وعليه فإن تأطير هذا الصراع في اطر تحميه من النتائج المدمرة للتحديث السياسي والتنمية الشاملة يصوغ أول أسئلة التأسيس المحتمل لليمن الجديد . وهذا السؤال متصل ببناء الدولة واعادة صياغة نظام الحكم على الشراكة والمشاركة في منظومة مؤسسية تحقق المواطنة في الوطن وتبني مقومات الرخاء والازدهار بكل ما يتطلبه هذا البناء من تأهيل للإنسان واستثمار في الموارد بعيداً عن الاستئثار والاستفراد وعن الاهدار والإفساد. لا شك ان اسئلة التأسيس المحتمل تشمل مولدات الازمة الوطنية الكامنة في التمايزات الفئوية والجهوية المتعالية عن المواطنة بعصبياتها الفردية والسلالية والمذهبية , وهي المولدات المتحركة الآن في الشمال والجنوب بألقاب المشايخ والشيوخ عرفا ودينا. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك