علاقة وطيدة وملازمة للجماعات الجهادية التكفيرية مع أمريكا .بداية هذه العلاقة ترسخت أثناء الحرب الباردة بين السوفيت سابقا وأمريكا حيث استطاعت الوصول لمساعدة المجاهدين العرب والأفغان في حربهم ضد السوفيت أيامها . اندحر الدب الروسي عن أرض الأفغان بعد سنوات من الإحتلال ولم يتم تحقيق النصر على الروس ودحرهم عن أراضي أفغانستان إلا بعد التدخل الأمريكي في تسليحهم وتسهيل تنقلهم من مختلف البلدان عبر عدة مطارات.تحررت أرض الأفغان بفضل الإمداد اللوجستي المباشر والغير مباشر ولم يكتب النصر للجماعات الجهادية إلا بعد تدخل الأمريكان ومساعدتهم لا كما كانوا يزعمون أن ( آيات الرحمن ) تدخلت في تحقيق نصرهم وأن الحجرة كانت تشعل النار في الدبابة الروسية! حقيقة التدخل وصناعة النصر لهذه الجماعات ما زال إلى اليوم يشهد عليها الواقع والأحداث أن هذه الجماعات لا تحقق نصرا وتقدما إلا بفضل ودعم من يستغلها ويجير تفكيرها لصالحه دون أن تدرك هذه الجماعات مغزى مساندة عدوها لها !.الجماعات التكفيرية لا تعي ما الذي تريد تحقيقه يهمها فقط حمل الكلاشنكوف والضغط على الحزام الناسف وتفجير أفرادها في أي مكان ضد من تختلف معه حتى وإن لم تحقق الهدف المرجو من معنى الجهاد الذي فرضه الله لأجل تحقيق هدف سامي لا لإشباع غريزة القتل والانتقام. من يتابع مسيرة هذه الجماعات على الأرض يكتشف نتيجة ما حققته منذ سنوات وهل هو لصالح الإسلام كما تدعي أم لصالح أعدائنا الحقيقيين؟ استطاعت إمريكا أن ( تحييهم وتميتهم) في نفس الوقت .فبعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر أعلنت إدارة البيت الأبيض حربها على الإرهاب مع أن البعض يرى أن ضرب البرجين في نيويورك كان مفتعلا عبر تهيئة الأجواء لهذه العقليات لتقوم بتنفيذ ضربتها لمعرفتهم مسبقا بتفكير هذه الجماعات ..لتلج من خلال هذا الحدث الكبير إلى أراضينا بدعوى مكافحة الإرهاب ولتلفت الأنظار إلى إسلامنا المشوه. بعد أن أحيتهم في حربهم على الروس وتحرير أرض الأفغان عادت ثانية لتميتهم وبدأت في ملاحقة خيوط أشباح القاعدة في جبال طورا بورا..واستطاعت في طريقها أن تسخر أرض باكستان النووية! لتكون ممرا ومعبرا لها ولمخابراتها . تميتهم عبر طائرة دون طيار في أفغانستانوباكستان وتصطاد الكثير من رؤوسهم وتصل إلى القائد الكبير الشيخ أسامة بن لادن ,..وما زالت إلى اليوم (تميت وتحيي ) في وقت واحد..أحيتهم قبل دخولها أرض العراق إذ كانت الكثير من جماعات الجهاد قد توغلت أرض الرافدين قبلها وإلى اليوم وهذه الجماعات تعمل على تخريب أهم البلدان القوية في المنطقة. قبل سنتين وأثناء الثورة التي لم تكن سلمية من بدايتها في ليبيا أحيت إمريكا والناتو على الأرض هذه الجماعات لتفتح لهم باب العزيزية يدخلون من خلاله بسلام آمنين. في سوريا ومنذ سنتين وهي تدعمهم بالمال والسلاح بتعاون قوى ودول عربية وإسلامية معروفة بالإسم. يعتقد المنتسبون لهذه الجماعات أنه يجوز الإستعانة بالكافرين لتحقيق غرضهم الجهادي هم لا يهمهم الوسائل حسب ثقافتهم التي نشأوا عليها.ودون أن يدركوا الأبعاد التي يرمي إليها العدو . كل يظن أنه يسخر الآخر لصالحه مع أن أمريكا هي المستفيد الأكبر من هؤلاء ..صحيح أنها تتضرر بتقديم أرواح الكثير من جنودها وميزانيتها لكن الضرر الأكبر يجنيه العالم الإسلامي والإسلام حين يقدم بهذه الصورة السيئة . تبقى أسئلة مهمة تحتاج إلى مناقشة مستفيضة للتوصل إلى إجابتها ...من يقوم بصناعة فكر هذه الجماعات ومن يهيىء لها الظروف وأين منشأها الأساسي وإلى أي المذاهب الإسلامية هي أقرب؟! نحن بحاجة إلى مراجعة أدواتنا الثقافية ومناهجنا وتراثنا الإسلامي إن أردنا فعلا التخلص من عاهة تشويه الإسلام وتقديمه بصورة التكفير والتفجير ..فهل سنقوم بذلك لتحيا أوطاننا وتنعم بالسلام أجيالنا؟. رابط المقال على الفيس بوك