منذ غامرت هذه الأسرة الكريمة مجموعة الخير- هائل سعيد انعم وشركاه بوضع حجر الأساس لأول مشروع صناعي لها في ضاحية الحوبان في محافظة تعز عام 1970 في ظل تلك الظروف الأمنية البالغة السوء إلى درجة الانتحار ، تكون قد كسرت وحطمت مقولة أن (رأس المال جبان) على الأقل في تاريخ ومسيرة هذا البيت التجاري الشجاع والشريف . فأبناء هذا البيت العريق بالعمل التجاري منذ العام 1938م ليسوا بمغفلين ليرموا أموالهم في تلك الضاحية الجرداء المقفرة من تعز بما كانت تمثله من رعب في تلك الفترة الموحشة ، لكنه الإيمان الراسخ في قلوبهم بالله أولاً ثم بالوطن وبشعبهم ومواطنيهم بأن يبذروا للصناعة الوطنية الأهلية البذرة الأولى عسى الله أن يجعلها كتلك الحبة التي انبت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء ، وكان ذلك ما أمّلوه في نفوسهم فأعطاهم الله خير الدنيا وحسن ثواب الآخرة بحسن الظن به وحقيقة التوكل عليه لا سواه . لذلك لا غرابة أن نرى أولئك الشرفاء من أبناء تعز الذين يأتون لتأدية صلاة الجمعة في شارع جمال تضامناً، مطالبين بإطلاق سراح الولد محمد منير احمد هائل للجمعة الثالثة عل التوالي، مشاركة منهم شعورهم بالألم مع هذه الأسرة التي تقاسم وتشارك شعبها ووطنها وأبناء مدينتها السراء والضراء حين تتحسس همومهم وأوجاعهم وتضمد جراحهم وتداوي مريضهم وتؤهل شبابهم وتبني مدارسهم ومعاهدهم وجامعاتهم وتفتح كل يوم للخير والرزق أبوابا متنوعة أمام الجميع . هذه الجموع الشريفة المباركة في موقفها ومسعاها بإذن الله التي تتوافد إلى شارع جمال في مدينة تعز مفترشة شيلانها وسجادتها على الأرض وتحت حر الشمس الشديد المباشر لم تكن لتفعل كل هذا لولم يكن لهذه الأسرة الطيبة رصيد متخم من الجميل والمعروف والأيادي البيضاء في قلوب أبناء هذه المحافظة الوفية ، فجاءت الجموع اليوم لتنتصر لمدنيتها وتحضرها أولاً ثم لتعبر عن رفضها لشريعة الغاب والتخلف والإجرام ثانياً ولتقابل الوفاء بالوفاء والجميل بالجميل ولتعلن للجميع أن هذه الأسرة غنية بشعبها وأخلاقها ومواطنيها قبل أموالهاً ثالثاً ورابعاً وعاشراً . على أن هذه الأسرة الكريمة في واقع الحال لم تعد تمثل نفسها أساساً بل صارت تمثل رمزا شامخا وعزيزا وغالياً لكل الاقتصاد الوطني الصناعي والتجاري الشرعي والشريف في الوطن اليمني الموحد أولاً ثم البعد الأخلاقي والاجتماعي والتنموي بما تجسده في حياتها العملية تلك المشاريع التنموية التي تفتتح في كل عام بمختلف المحافظات ثم بما تمثله من قيم ومُثل وفضائل مجتمعة في الجانب الديني والأخلاقي وذلك من خلال الأعمال الخيرية والاجتماعية التي كسرت بها ومن خلالها حواجز القرية والمنطقة والمحافظة لتشمل ويعُّم خيرها كل ربوع الوطن من صعدة شمالا إلى عدن جنوبا ومن المهرة شرقا إلى منفذ حرض على الحدود السعودية غربا. فأي أسرة تعرفون أو قرأتم عنها تفعل أو فعلت ذلك في الماضي أو الحاضر وقامت بمثل هذا العمل الوطني المخلص الذي لم يسبق له نظير ؟؟. لذلك عندما نتضامن معها في مصابها إنما نتضامن مع قيمنا وأخلاقنا التي غرسها فينا ديننا الإسلامي الحنيف وعقيدته التي تدعو إلى مبادلة الإحسان بالإحسان على قاعدة ((لا يشكر الله من لا يشكر الناس)) ناهيك أن مصاب هذه الأسرة هو مصاب تعز كمدينة متحضرة وطعنة قاتلة في قلب كل أهلها الذين ينظرون إلى مثل هذه الأعمال أنها لا تصدر سوى ممن فقد قيم الرجولة والشرف والأخلاق على أنها دليل عجز لا قوة ، وفساد في الأرض وفعل جبان يدينه الله وملائكته والناس أجمعين في كل الشرائع والأديان والملل والمذاهب والأعراف . ونحن نربأ بإخواننا وأهلنا في مأرب الخير والرجولة والشهامة والوفاء أن يأوون مثل هؤلاء المحدثين في الأرض فسادا فتلك ليست من شيم القبائل الأصيلة في مأرب عامة ومراد خاصة ولا من أخلاق الرجال الشرفاء ونشكر في المقابل كل إخواننا أصحاب النخوة والمروءة والشرف في مأرب الذين استنكروا هذا الفعل الذي لا يشرفهم وتبرأوا منه كونه فعلاً يسيء إلى أخلاقهم وشرفهم ورجولتهم المعهودة والمشهودة لهم عبر التاريخ ، لذلك فأملنا فيهم بعد الله كبير ولن يخيب إن شاء الله في سرعة إطلاق سراح ولدنا المختطف لدى من يحاول دق إسفين العداوة والبغضاء بين أبناء تعز الثقافة والعلوم والمدينة وإخوانهم في مأرب الخير والشهامة والإباء . رابط المقال على الفيس بوك