بهي أنت يا وطني كنجم متعال في أفق السماء وجميل أنت لولا سحابات سوداء تحاول حجب ضيائك وتغتال كل العفة فيك وتحيلنا لرماد لكنها حتما ستنجلي ذات يوم.. وستغدو أبهى وأزهى وأشف من قطرة ماء. كل شيء فيك يبدو للوهلة الأولى مألوفاً غير أن الغوص والتماهي في تفاصيلك تظهر كم أنت فتان كجنة الله في الأرض. لا شبيه لك إلا أنت ولا حب يسكننا إلا لك. كم هو بائس من لا وطن له ومن ليس له تراب مقدس ينغرس فيه ويضمخ أخمص روحه بترنيمة وجد تجعله يزهر ويورق كربيع يمسح شحوب البائسين. ولأنك فينا نبض وريد نريد أن نسلك فيك طريقا آخر غير الصراع والتشوهات لتحقيق غاياتنا,, نحتاج أن نتجاوز لغة الأحقاد والبذاءات إلى لغة تلغي الكراهية من نفوسنا والتناحر من كلماتنا,, نحتاج أن نعطي لأنفسنا فرصة كي نستجم ونسترجع أنفسنا ونعطي العقل فرصة كي يهدأ بعيدا عن ضجيج اللا رؤية والبصيرة العمياء والجموح الماجن ولغة الأنا الطافحة ألغاماً ودخاناً. نحتاج أن نحبك كما ينبغي لمسك ثراك نحتاج أن نخلص لك كما يجب وكما يليق برائحة بُنك الأصيل وأرضك الطاهرة,, نحتاج لمفاهيم وطنية محضة تخلصنا من الانحياز لمبدأ النرجسية الطافحة اليوم , نحتاج أن نكمل بعضنا كي نتكامل , نحتاج أن ندفن موروث التعصب و التمترس خلف كهنوت الجهل والعقول الشعثاء ونواري عنا سوءات إقصاء الغير ونسف وفك غزل ما يقوله ويفعله , نحتاج أن نحبك جميعا كما ينبغي وان يكون لعشقنا فيك وجل وشغف الآباء والشموخ بك ولا أحد سواك, نحتاج أبجديات أخرى غير الكراهية والأحقاد والأنانية والاستغلال والظلم والخوف والغوغائية والتشرذم وتصيد العثرات والزلات والترقب وانتظار الأسوأ. ماذا نقول عنك يا وطني وقد أصيبت لغتنا بالخرس حينما نريد أن نغزل فيك ترنيمة وجد مضخمة بتسابيح نقائك وعذوبة بسمتك العذرية التي شوهتها عصابات القبح ومروجي المجون.. فكل شيء فيك يا وطني نقي كل شيء فيك يا وطني «وطن» كبير يؤم كل الحائرين الباحثين عن نقطة عشق في بقعة صارت يباباً لكنهم وجدوا عشقك محفورا على تراتيل قلوبهم.كل شيء فيك يا وطني غير كل الأوطان التي ألِفنا فيها جمالها المصطنع وسحرها الزائف وجاذبيتها المموهة بينما أنت يا وطني ما زلت بكراً أشف كغيمة فجر وكقطرة مطر وكنقطة بحر ندية رغم ضباب الحقارات, مازالت ورداتك بيضاء ندية كنسمة غسق وما زالت فراشاتك زاهية تسر الناظرين رغم الشحوب,, مازال صباحك عبقاً يتهادى مزهوا بلون ورداته الزهري ويصحي داخلنا ملامح حب عظيم رغم رياح الأحقاد,, مازالت شمسك عذراء خجولة تحاكي النهار بصوت سنونوة غيداء ساحرة وترسم على جبين الجبال قبلات سحر ندي مخضب بالخصب والنظارة رغم كل التشوهات التي يفتعلها أعداؤك و التي تحاول تشويه طهرك. ورغم كل شيء ,,ما زلت ياااااااا وطني... «وطناً».. رابط المقال على الفيس بوك