من قبل البلهاء، وانتزعي حقوقك من كل الأرجاء, ومن مناهل عقيدتك الغراء ،إغمري الأرض بإنجازاتك ،وعطري الحجر والثرى وأجواء الفضاء بعشقك للمجد وأنوار الإبداع ومصابيح الارتقاء, وأريهم خداع الإرث وظُلمه والفجور, وسيري قدماً لا تعبئي بأحد منهم, سيري برفقة أعظم آليات الدفاع وأرقى وسائل الحمى المتلألئة على أحضان عقيدتنا الأرقى, وبمنتهى الحضارة وأخلاق الدين العظيم إقتلعي تلك الجذور الضاربة في عمق المجتمع الذكوري بفكره الذي نسى الشهامة والنخوة والكرم والعديد من القيم وظل عبداً ذليلاً مطيعاً لموروث عنيد يجهل رواده كل مبادئ ديننا الحنيف ويخوضون عبثاً بدرره عبر التأويل والجحود, ومهما أدعوا مناصرتك سرعان ما تلتمسين مفعول ونتاج ذاك الإرث الثقيل الساكن في عقولهم وتدركين حجم الغباء وذاك الخنوع والولاء. فيا حواء اقتحمي تلك الحواجز المصنوعة من حبال أوهامهم وأوتاد العبودية المطلقة, الثابتة بقواعد الاستخفاف وأعمدة الاستهانة وبنود الشك المرضي, وتلك اللوائح الداعمة لسوء الظن وانعدام الثقة ومنظورهم المعتوه المبعوث من عالمهم الذين يهيمون ويتوهون تحت سمائه وبمجريات أحداثه الوهمية ينهمكون, ينهكهم التفكير والبناء لأبراج المعتقد وذاك الموروث وصلاتهم له والتهليل والتسبيح والتكبير والتعظيم والانحناء بدلاً من توظيف الجهد والتفكير في البحث عن طرق التطوير ووسائل الارتقاء بأنفسهم والبلد . فقولي لهم أنك الفكر الذي لا تهزه الرياح, لا ينهار لا يضعف لا يشيخ ومن يركع ساجداً لوجهة نظر أو لمعتقد خاطئ يولد من رحم ذاك الموروث الجاهلي ويكبل أحلامنا ويغتصب الطموح ويصدر ضدهم أحكام النفي والإدانة والترحيل والموت والمصادرة ويرمي بسهامه والنبال صوب الأنثى وعفتها ومن ثم الخدش والتشويه بجمال الحياة بأسرها. فاثبتي لهم انك الأقوى مهما حاصرتك تلال اليأس والعناد وبراكين الجهل والتخلف ودروب العناء وتناثرت من حولك شظايا الأفكار التي تعمل على تلويث مسعاكِ وطهرك والنقاء وتقييد خطواتك وتدنيس المجرى. ومهما قذفت من فوقك السماء ثلوجاً في عمق شتاء قاس تتساقط به الأنوار والظل والمأوى ومهما عبثت بجوارحك القسوة والتهميش والنكران في قلب تلك الظلماء وتفاقمت على كاهلك الأعباء وأنت في كل اتجاه ترقبين المدى«لعل وعسى» وقد عشقت الأوجاع نعومتك واختارت الإقامة والسكنى وإن أستقر الليل في المرفأ وديابيج الدجى وفي أصقاع صيف قد حضر تبث السماء على واحاتك جمراً وتحتفل الآلام بعيد ميلادها مجددا على ربى أحضانك والمحتوى وتتنافس ملوكها والربان فوق ربوعك الخضراء ويعزف الظلم على صُراخك مترنماً ويرقص الأنذال على إيقاعه فخراً ونِدا, فأنتِ الأقوى وبكل ثقة وشموخ وكبرياء قولي لهم: « أنا لأسراب العِداء استهتاراً وموتا وسخرية وهِزءا ولعويلهم وذاك الهُراء , أنا الكرامة والصمود ونبراس الطموح وفجر الإباء». أضيئي العمر بالعمل الجاد من أجل تحقيق الحياة لآمالك والأمنيات والغايات, أضيئي العمر بالعلم والتبجيل والتكريم والتمجيد لأنواره المشعة في الكتاب الوضاء, واصنعي له حُللاً بالأمل والحب مطرزاً وقولي لحادثة الليالي وشركاء الإخراج لها والتأليف والإنتاج: « أنا لغيرك قد أنحنى قلبي وفكري وسجد العقل والردى واعتنقت الشجاعة ونصوص التحدي ولن أحيد عنهما أبداً, وأنا لدماستك وضراوتك وإدارتك الأسوأ نوراً لذاتي ورفيقاً لدربي ومنطقاً ووجدانا ومرشداً وصفاء ودليلاً للحيارى, أنا لطول عمرك والبقاء سيف وقضاء, ..».