في غمرة هذه الأحداث المؤلمة والتطوّرات المؤسفة التي يشهدها الوطن؛ يهرب الملايين من اليمنيين أو على الأقل مئات الآلاف منهم إلى متابعة بصيص ضوء قادم من خارج الحدود وبارقة أمل تجسّدها موهبة غنائية يمنية اسمه «وليد الجيلاني» الذي خطف الأضواء حتى الآن في أول مشاركة يمنية في برنامج «عرب آيدول» على قناة «إم. بي. سي» أو المستويات المُرضية التي يقدّمها المنتخب الوطني الأول لكرة القدم في مبارياته التحضيرية استعداداً لخليجي 22 في الرياض, ومن قبله منتخب الشباب الذي أبدع وأقنع في النهائيات الآسيوية ولم يسعفه الحظ في بلوغ الدور الثاني. حين يصدح وليد الجيلاني بروائع غنائية يمنية ل«أبوبكر سالم وأيوب طارش» نجده يلهب حماسة أبناء وطنه ويعيد بعث مشاعر وطنية فيّاضة قتلها أولئك السياسيون الذين لا نكتشفهم فقط غارقين في وحل الفساد؛ وإنما يوماً بعد آخر تظهر لنا سوءات أحاسيسهم الخالية من أدنى شعور وطني ومن أي دليل حقيقي على أن الانتماء إلى اليمن بالنسبة لهم يتجاوز مجرّد بيانات على وثائق الهوية الشخصية وجواز السفر. في كل الحروب والمواجهات التي شهدها البلد ولايزال, نكتشف للأسف الشديد ألا أحداً أو طرفاً يخوض حقيقة حرباً أو مواجهة من أجل هذا الوطن وهذا الشعب؛ فقط هي شعارات تنزف من أجلها دماء المغرّر بهم ويحصد ثمنها اللاهثون وراء السلطة والمال..!!. من المؤسف حقاً أن تكتشف أن أولئك الذين ظلّوا ينهبون خيرات الوطن ويمتصّون دماء المواطن طيلة عقود لديهم الاستعداد لتدمير كل شيء، وتسخير كل تلك الثروات الطائلة للثأر لأنفسهم وأنانيتهم؛ حتى لو كان ثمن ذلك ذهاب البلد إلى الجحيم..!! وما يؤلم أكثر هو أن هذا الشعب حين يتعلّق بقشّة أمل اسمها «ثورة شعبية» بشّر قادتها بالخلاص من ربقة عقود من الظلم والفساد والتخلُّف؛ يكتشف سريعاً أنه أخطأ الظن ووقع في مقلب كبير وفي شراك نصبها فاسدون جدد أكثر جشعاً وأقل صبراً على الوصول إلى الثروة بكل الطرق والوسائل ولو كان من بوابة الشعارات، وهو ما جعلهم ينكشفون سريعاً ويظهر للناس أنهم سعوا إلى اقتسام الوظائف والمناصب والمغانم وليس إصلاح أحوال الناس وتحسين معيشتهم. [email protected]