بعد انتهاء لجنة صياغة الدستور من مهامها تتجه أنظار اليمنيين واليمنيات إلى اليوم الذي سوف ينزل فيه مشروع ذلك الدستور إليهم ليقولوا فيه كلمتهم الفصل ب «نعم» أو «لا»؛ فذلك حقهم السياسي والدستوري المشروع.. ومن ثم استكمال ما تبقى من مهام معلقة لفترة انتقالية طالت وتمددت حتى أرهقت كاهل اليمن واليمنيين بالأزمات والتفجيرات والاختلالات التي لم يشهد لها تاريخ اليمن القديم والوسيط والمعاصر مثيلاً بشكل تعمقت معه جراحات كثيرة وصودرت أحلام وتطلعات كبرى في التغيير البناء الذي طالما حلموا وتغنوا به .. وعلى الرغم أن لجنة صياغة مشروع الدستور قد أخذت من الوقت ما يتساوى أو يضاهي ما أخذه مؤتمر الحوار الوطني الشامل على مدى عشرة أشهر متنقلة بين عدة مدن يمنية وعربية وعالمية سعياً منها للتخلص من الضغوط المحلية فإن اليمنيين مع ذلك كله يتنفسون الصعداء؛ لأن الكثير منهم يعتقد أن الانتقال إلى الشرعية الدستوريه هو البوابة الوحيده للخروج من هذا الوضع «وضع الرحيل والترحيل» إلى وضع الاستقرار والثبات، والتوجه نحو تنفيذ برامج التنمية المستدامة. سنظل ننشد التغيير، ونعشق الحرية، ونحارب الإرهاب.. حتى يستعيد وطننا مكانته الحضاريه بين الأمم، وحتى يشعر كل يمني بقيمته كمواطن يتساوى في الحقوق والواجبات مع غيره بعيداً عن أي تمييز حزبي أو مناطقي أو مذهبي.. إنه الدستور «أبو القوانين» الذي سوف يوفر آلية التداول السلمي للسلطة، وشكل النظام السياسي الذي توافق عليه المتحاورون في مخرجات ستظل هي القوة الوحيدة التي نحتكم إليها جميعاً حتى نبني الدولة المؤسسية الاتحادية المنشودة. [email protected]