لا أعتقد مطلقاً أن شعبنا اليمني العظيم الطيب الصبور شماله وجنوبه مازال قادراً على تحمل المزيد من مصائب خلافات واختلافات النخبة السياسية الهامشية والحمقاء وتداعياتها وخصوصاً خلال الأربع السنوات العجاف الماضية والتي أفرزت كل تلك التضحيات الجسيمة التي قدمها أبناء شعبنا والتي في مقدمتها استشهاد الآلاف من خيرة شبابنا في مختلف ساحات وميادين التغيير على امتداد الأرض اليمنية ابتداء منذ انطلاق ما سمي بالربيع العربي واندلاع الثورة الشبابية ثورة ال11من فبراير2011م ومروراً بثورة 21سبتمبر 2014م ناهيك عنما تجرعه شعبنا الصابر من ويلات تداعيات وإفرازات هذه الانتفاضات الثورية الشبابية المطالبة بالتغيير إلى الأفضل دون إدراك ووعي هذه القوى الشبابية الطاهرة الحالمة بغد أفضل أنها قد استخدمت كمطية من قبل النخبة السياسية الانتهازية لتحقيق أهدافها للوصول إلى السلطة وبس !! وها نحن اليوم محلك سر بسبب تجدد خلافات واختلافات النخب السياسية فكل ما قلنا عساها تنجلي قالت الأيام هذا مبتداها ونحن هنا نقول لكل النخب السياسية المتصارعة كفى مزايدة بعذابات أبناء شعبكم ويكفي أبناء شعبنا جلد سياطكم حتى العظم وأنتم أمام مسؤولية وطنية تاريخية فيها ستحددون انتم مسار شعبكم أما إلى أتون الحرب الأهلية الطاحنة التي لن تبقي ولن تذر وأما إلى بر الأمان والولوج إلى الدولة الاتحادية المنشودة وأما إعلان الانتحار السياسي الذي سيجعلكم أسوأ نخبة سياسية ابتليت بها اليمن ولن تسامحكم الأجيال جيلاً بعد جيل على فعلتكم هذه ولابد هنا من الإشارة إلى أن كل النخب السياسية في اليمن هي اليوم على المحك وأمام اختبار صعب ومعقد وأمام خيارين لا ثالث لهما إما أن يختاروا طريق بناء الدولة اليمنية الحديثة ليسجل التاريخ أسماءهم بحروف من نور إزاء فعلهم الوطني التاريخي المتمثل باستكمال خطوات المشروع الحضاري الديمقراطي الذي سيتم بناؤه وفق تنفيذ وثيقة مخرجات الحوار الوطني وفق محددات وثيقة السلم والشراكة وإعلان الشراكة الحقيقية غير الشكلية أو أن الخيار الآخر لا سمح الله هو أن تختار هذه النخب السياسية تصعيد الصراعات فيما بينها وقيادة الوطن بالتالي إلى الاقتتال الأهلي وتدمير بيوتنا بأيدينا تنفيذاً لمخططات أعداء اليمن وأمنه ووحدته في الداخل والخارج وهو ما نخشاه ونحذر منه سائلين الله سبحانه وتعالى أن يلهم عقلاء النخبة السياسية في اليمن السير في طريق نجاة الأمة وتجنيب الوطن مآلات الانزلاق إلى مستنقع الفتنة الحزبية المقيتة. وهنا نود أن نذكر الجميع أن العالم كله ممثلاً بمجلس الأمن الذي اجتمع أعضاؤه بالعاصمة صنعاء في سابقة تاريخية قام بها مجلس الأمن ما ترجم حرص العالم على لم شمل اليمنيين والحفاظ على وحدتهم ،بالمقابل نحن فرطنا بثوابتنا الوطنية هذه بسبب استمرارية خلافاتنا مع الأسف الشديد ، وكان هذا الاهتمام العالمي باليمن قد أثمر لاشك بانعقاد مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي مثل أعظم تجربة حوارية ديمقراطية في المنطقة والعالم وخرج اليمنيون بأعظم وثيقة في تاريخه الحديث بعد حوار بين ممثلي الشعب اليمني الخمس مائة وخمسة وستين عضواً حواراً دام عشرة اشهر متتالية عمل أعضاؤه كخلية نحل واحدة على مدار الساعة وخرجوا بوثيقة مؤتمر الحوار الوطني الشامل والمكونة من الف وخمس مائة بند والتي فيما لو نفذ حرفياً ووفق مضامين محددات وثيقة السلم والشراكة الأخيرة لاستطاع أبناء اليمن فعلاً لا قولاً بناء اليمن الجديد وقيام دولتهم الاتحادية على أسس دستورهم الجديد الذي تم استكماله مؤخراً وإنني هنا أتعجب كثيراً من تلك القوى السياسية التي لازالت تراهن على مشاريعها الصغيرة والمتمثلة في الترصد لإحراق نجاح كل مرحلة وطنية من خلال مبررات تمثل عذراً اقبح من الذنب رغم إدراكهم اليوم إلى أن الاستمرار بعقلية الانتقام والثأر السياسي يمثل مزيداً من صب الزيت على نار الفتنة والتي لا سمح الله لو اشتعلت نيرانها لن تبقي ولن تذر أحداً باعتبار إننا في سفينة واحدة فإذا غرقت غرق الجميع معها بما فيهم تلك القوى التي تسببت في خرق سفينة الوطن ولا ادري ماذا تريد مثل هذه القوى من مكاسب حمقاء ولماذا لا تعتبر نخبنا السياسية المتناحرة مما يحدث في عدد من الدول من مآسٍ تجعل رؤوس الولدان شيباً من هولها وخصوصاً إننا نقف اليوم على جرف منهار اقتصادياً وأمنياً وسياسياً من خلال تصويرنا ظلماً إننا بلد مصدر للإرهاب مع أننا أحد أهم ضحايا الإرهاب ونعاني منه اشد المعاناة ناهيك عن أن نسبة البطالة تجاوزت نسبة ال55 0/0 فيما بلغ إجمالي من يرزحون تحت خط الفقر أكثر من نصف سكان اليمن فيما نسبة الفساد المالي والإداري في بلادنا تعتبر أعلى نسبة عالمياً ، ألم نكن نصنف بالبلد الأول الذي يمثل مرتعاً خصبا للفساد والفاسدين على المستوى العالمي وعليه فإننا نتساءل ؟ إلى متى ستبقى النخبة السياسية تلعب بالنار غير آبه بكل هذه التحديات الخطيرة المحيطة بناء من كل جانب وعدم استغلال الفرصة الأخيرة بالتوصل إلى كلمة سواء وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني الشامل والالتزام الصارم بوثيقة السلم والشراكة وتحقيق شراكة وطنية حقيقية لا شكلية لأنه لم يبقى اليوم أي مجال للمناورة ونحن أمام خيار كقوى سياسية أما أن نكون وطنيين أو لا نكون وطنيين وسيسقط الشعب بالتأكيد الأقنعة المزيفة وستذهب هذه القوى الفاسدة إلى مزبلة التاريخ غير مأسوف عليها تلاحقها لعنات الخزي والعار جيل بعد جيل وسينتصر الشعب لإرادته في الحياة الحرة الكريمة التي تليق به كأعظم شعب كان له البصمة الحضارية البارزة عبر آلاف السنيين والعصور المتعاقبة والله من وراء القصد...