التحركات الحثيثة لصالح البلد تقوم على دراسات احتياج الواقع ،وفهم متطلبات المجتمع ، وإزالة الغبار المتكوم على السياج المتين للبلد ، ناهيك عن استيعاب الرسالة الأساسية لمعيشة الكادحين . الكادحون لا تعنيهم صراعات السياسة ، لأنهم لا يفقهون دهاليزها بقدر ما يدركون حقيقة واقعهم المعاش بعيداً عن تفكير النخبة السياسية في برجها العاجي ، ومدى قناعاتهم المتراصة وفق مصالحهم ، وبنظرتهم الدونية للبسطاء . وطالما لا تطبيق عملي للشعارات السياسية الفضفاضة ، فلن يجد الساسة غطاءً شعبياً لتثبيت موقف ، أو تمكين سلطة ، أو الإيمان بنظرية ، أو استجابة حقيقية لمواجهة ما ضد خصم ، أو قناعة تلقائية بما يأتي من نوافذ الأبراج ومقايل النخبة. ولا ندري لماذا يكرر الكثير من الساسة أخطاءهم ،وأخطاء غيرهم ، رغم يقينهم بسلبية ما سبقهم من تجارب أودت بشعوبها للهاوية ، وجعلتهم في محك دفع الأثمان البائسة ، وتوارث العلل السقيمة ، حتى الوصول إلى النهايات الكارثية ، وحينها لا جدوى من عض أصابع الندم . [email protected]