نعيش في اليمن وضعاً صعباً بلا شكّ.. قد يبدو للبعض ذروة الانفراج، لكنه يتراءى للغالبية بداية العاصفة التي لا تلوي على شيءٍ في طريقها. سفاراتٌ هامّة تغلق أبوابها ويرحل طاقمها، إشاعاتٌ وتلويح واضطرابات بسعر صرف الدولار ، مواجهات مسلّحة بأماكن متفرّقة، اتفاقاتٌ لا تكتمل، خطاباتٌ لا تنتهي، مماحكات ومكايدات تتصاعد، وكلّ ذلك في إطار الوطن الواحد الممزق روحاً وجسداً بين أبنائه المسرفين في عقوق أحلامه ومنتهى آماله. ثم ماذا؟ هل نستطيع أن نستمرّ في ظلّ قطيعةٍ عربيةٍ إقليمية وعزلة دوليّة؟. بالتأكيد قد نستطيع ذلك في ظل المفهوم التقليدي للشعوب، لكنّ ذلك يحتاج لوطنٍ يكتفي بما لديه من اقتصادٍ يقيه ذلّ الحاجة إن استغنينا عن التواصل الإنساني والإقتصادي والسياسي. لكننا وللأسف الشديد لدينا كل مقومات الحياة، لكننا لا نملك الحياة الكريمة.. ولا ذنب لنا سوانا، ولا منقذٍ لكوارثنا إن لم نتكاتف جميعاً لفهم الواقع ومتطلباته، والعصر الحديث وانعكاسات مخرجاته على كلّ تفاصيل معيشتنا الراكدة، والتي في طريقها للموات إن لم نحييها بعزيمتنا المنتصرة للحق والمنحازة للمستقبل.. المستقبل فقط.